اختار المركز الأوروبي للأبحاث النووية «سيرن» الواقع في مدينة جينيف السويسرية، الباحثة المصرية الدكتورة شيماء أبو زيد، للمشاركة في تجارب تبحث في نظرية نشوء الكون وتطوره.
والدكتورة شيماء التي تعمل في الهيئة الوطنية للفيزياء النووية في إيطاليا، التحقت بالمركز بعد تخصصها في دراسة العلوم الفيزيائية بكلية البنات بجامعة عين شمس، قبل حصولها على منحة لدراسة الدكتوراه بالجامعة الحرة في بروكسل لدراسة الجسيمات الأولية في سيرن على المصادم الهدروني الكبير.

 

 

والمركز الأوروبي للأبحاث النووية، الذي تمتد مساحته ما بين فرنسا وسويسرا، ويحتوي على ما يسمى بــ«المُصادم الهدروني الكبير» والذي يبلغ محيطه 27 كيلومتراً، وهو فريد من نوعه على مستوى العالم، يضم علماء من مختلف أرجاء العالم يهدفون إلى دراسة نشأة الكون قبل وجود الكائنات الحية. فالكون عندما خلق كان على شكل جسيمات أولية ذات حرارة مرتفعة وطاقتها عالية جداً، كما يبحثون في نظرية الانفجار العظيم الذي وقع منذ حوالي 14 بليون سنة، وكل ما يعرفه العلم حتى وقتنا الحالي لا يزيد عن 4.5 % منه، والباقي يطلق عليه اسم المادة المظلمة والطاقة المظلمة.

 

 

والدكتورة شيماء واحدة من علماء الفيزياء المنوطة بهم مهمة مراقبة البيانات المستقاة من تجربة «مُصادِم الهادرونات الكبير»، قد توصلوا في 2022 لاكتشاف ثلاثة جسيمات نووية فائقة الصغر، والتي وصفت بأنها غرائبية، أي أنها لم تكن معروفة سابقاً ما يعني أنها تشكل إضافة إلى قائمة متزايدة من الجسيمات المتناهية الصغر التي تتشكّل منها الذرات، وبالتالي مجمل المادة المعروفة في الكون.

 

 

ويسعى الباحثون إلى محاكاة الانفجار الذي وقع عند نشأة الكون، ورصده عبر كواشف سلوك الجسيمات، حيث تتفاعل مع مادة الكواشف وتنتج إشارات كهربائية تتم قراءتها عن طريق حواسب آلية هي الأكثر تطوراً في العالم، لمحاولة فهم كيف نشأ الكون وتطور.