أمل عرفة: أتمنى تكرار «عيلة خمس نجوم» بصيغة العصر

رسختْ عشرات الأعمال نجوميتها، وأدوار كثيرة جعلتها رقماً صعباً في الدراما السورية، فهي تجمع - بجدارة نادرة - بين لونين متناقضين تماماً، هما: الأداء الدرامي الجاد، والكوميديا التي لمعت بها. وقد بدأت حياتها بالغناء، متأثرة بوالدها الملحن الكبير سهيل عرفة، لكن التمثيل أخذها بعيداً عن عالم الأغنية.. إنها

رسختْ عشرات الأعمال نجوميتها، وأدوار كثيرة جعلتها رقماً صعباً في الدراما السورية، فهي تجمع - بجدارة نادرة - بين لونين متناقضين تماماً، هما: الأداء الدرامي الجاد، والكوميديا التي لمعت بها. وقد بدأت حياتها بالغناء، متأثرة بوالدها الملحن الكبير سهيل عرفة، لكن التمثيل أخذها بعيداً عن عالم الأغنية.. إنها النجمة السورية، أمل عرفة، التي تطل حالياً من خلال شخصية «الممثلة سلوى»، في مسلسل «براندو الشرق».. التقتها «زهرة فن»، بعد يوم خاص قضته في تصوير هذه المجموعة الخاصة من الصور المرفقة، فكان هذا الحوار:

 

 

* يستحــوذ مسلســـلك الجديــــد «براندو الشرق» على متابعة واسعة، فما المختلف فيه؟

- المختلف هو طريقة المعالجة، فلا توجد فكرة في الحياة لم تتطرق إليها الدراما، مثل: الجريمة والقتل والحب والحروب والموت والفراق، وحتى الوسط الفني، فهناك أعمال تتطرق إلى الكواليس الفنية، أو كواليس صناعة الأعمال. فطريقة المعالجة تفرض على المتلقي استقبالها، ولو كانت الأفكار ذاتها. العجينة التي صنعها جورج خباز بحلم «يوسف» أن يصبح مخرجاً، ورحلته، والمراوغة الخاصة به، هي التي خلقت هذه الحالة والاختلاط بين الزمنين الذي يستمر في مخيلته والزمن الواقعي الذي نعيشه، وفكرة «سلوى» وحبها له، ورغبتها في تحقيق حلمها، وأصدقاؤه الأشرار، والمطبات الكثيرة التي يواجهها، وكم هو كشخص حالم يريد أن يحقق حلمه، وقد يبيع مبادئه ليصل إلى ما يريده على عكس «سلوى»، التي لو أتاها شخص يريد أن يصنع منها نجمة مقابل التنازل عن نوعية المادة الفنية لن تقبل; لأنها تملك شيئاً من النزاهة مع الحياة والمهنة والحلم والجديد. فطريقة الطرح والمعالجة والنص خلت من الحشو الذي لا يدعو إلى التساؤل عن كيفية كتابة أي مشهد. وأتى أمين درة بطريقته السينمائية، وعينه النظيفة، وطريقة قيادته لعمل الممثل داخل الموقع، دفعت الجميع إلى العمل بروح واحدة.

* عانيـــت في مسيرتك الفنيــة، وتعرضت لمطبات كثيرة.. كيف انعكس هذا الأمر على «سلوى»؟

- من المؤكد أن هناك أشياء حدثت معي، تشبه «سلوى» في خيبات الأمل. على سبيل المثال، في البدايات، أحياناً يكون الدور بين يدي، وأجهز نفسي للتصوير، ويذهب هذا الدور إلى غيري ببساطة دون أي استئذان، وهذا كان يولد لديَّ خيبة وقتها، لكن ظروف «سلوى» غير ظروفي. ولا يعني أنني مشيت طريقاً مفروشاً بالورود، فنحن تخرجنا في التسعينات، وكان المناخ حينها مختلفاً، فالكبار هم الذين يعملون، وكان مطلوباً من الممثلة الثقافة والجمال والموهبة والإبداع. الآن يوجد غياب تام لهذه الشروط، وفي كثير من الأحيان هناك غياب للموهبة، التي أصبحت تصنع حالياً.

 

 

* لديك 6 مسلسلات من تأليفك.. هل ترين أن الممثل يستطيع الكتابة لنفسه أكثر من السيناريوهات الجاهزة؟

- بالنسبة لي، يحق لي أن أتحدث عن حالتي، فهي ليست قضية أفضل; لأنني قدمت أفضل الأعمال التي ليست من كتابتي أو إنتاجي. لكن، في المقابل قدمت «عشتار»، الذي تحدثت فيه عن تصنيع النجمة، وكيف يحدث ذلك من الداخل، وهو من أروع أدواري. وفي «رفة عين»، و«دنيا»، هناك تفاصيل الممثل الكاتب يستطيع أن يراها، ويقول إنني أستطيع تقديمها، وتوصيلها، وأن يستخدم الورق والإطار الفني، ويختار المشروع الخاص به.

 

 

* في «براندو الشرق»، وجدنا تركيبة «البطل لبناني، والبطلة سورية».. هل ترين أن هذه التركيبة تأخرت; لأننا نرى البطولة معكوسة عادةً؟

- لم يطلبوني لأنني سورية، بل لأنني أمل عرفة، وأنا سعيدة بهذه الشراكة، ولم أفكر لحظة في كوني سورية، ولا حتى في تبرير وجود سورية في أواخر التسعينات بالعمل، وأعتقد أن جورج لم يفكر في هذا الأمر، ولا حتى المنتج صادق الصباح.

* هل يحزنـــــك أن الممثـــلات الســوريات، مؤخراً، لا يأخذن حقهن في الدراما المشتركة؟

- هذا أثر فيَّ شخصياً، وجميعنا تأثرنا بهذا الأمر، لكن هذه هي التركيبة التي فُرضت علينا، وهناك من تأثر فغاب نهائياً، وآخرون تأثروا لدرجة أن أصبح عملنا محلياً أكثر لكنه يباع، ومازلنا نصعد، وأصبحت غالبية الأعمال التي تنفذ شامية، والمنتج اليوم يريد أعمالاً شامية; لأنها تُشترى من قبل المحطات.

* هل هذا ما يفسر أن لديك أكثر من تجربة شامية في رمضان القادم؟

- صحيح، فلديَّ «حارة القبة» من العام الماضي، ولا أعتبره لهذا العام; لأنه جزء ثالث، وأنا أعوّل عليه في شخصية «إخلاص» لأنها جديدة جداً، وعندما قدمتها أخذت جزءاً من قلبي وأعصابي.

 

 

* «عيلة خمس نجـــوم» صور بإمكانيـــــات بسيطة، ورغم ذلك لايزال الناس يتحدثون عن شخصيتك وشخصية «أم محمود»، فما السر في ذلك؟

- أنا أسأل نفسي هذا السؤال أكثر منك، لكن ربما مزاج المتلقي في حينها كان أكثر راحة، فالسوري كان مرتاحاً حينها على الأقل اقتصادياً، فلا يفكر في الكهرباء أو المازوت، وجمعة العائلة معاً كانت مميزة، فلم تكن مواقع التواصل الاجتماعي موجودة، فكان تأريخاً لتلك اللحظات كواحد من الأعمال السورية الكثيرة، التي حُملت لوقتنا الحاضر.

* لو أردنـــا إعـــادة «عيلة خمـــس نجوم» اليوم.. كيف ستجدينه؟

- سنعيده بمنطق هذا الزمن 2023، لكن هل سينجح؟.. لا أملك جواباً; لأن كل تجربة تفرض نفسها في شكلها ووقتها، وإذا كنا سنقدم جزءاً ثانياً فقط بسبب النجاح السابق فسأقول مسبقاً لا. لكن إن كانت العبرة مختلفة، ولنرى تطور شخصياته حالياً، كشأن أي عائلة سورية، فأتوقع أنه سيكون عملاً مهماً.

 

 

* قبل سنوات انفصلت رسمياً عن زوجك الفنان عبدالمنعم عمايري، لكن إطلالاتكما الفنية والإعلامية مستمرة.. كيف تنظمان حياتكما، وهل هناك عمل مشترك قريباً؟

- بالنسبة للعمل، آخر عمل قدمته مع عبدالمنعم هو «وصايا الصبار» وهو في طريقه للعرض، فعبدالمنعم زميل مهنة وأحترمه وأحب أعماله وأنتظرها. الشق الثاني أنه «أبو بناتي»، وقد وجدنا أن الطلاق كان الأنسب، وإن لم يكن سهلاً، فلا يوجد طلاق لا يؤذي روحك من الداخل ويزعجك. ولكن في النهاية المهم النتيجة وهي أن «البنات معي»، ويأخذهن عنده ويراهن وقتما يشاء، وإذا كان الظرف مناسباً يأتي لزيارتنا ونخرج كعائلة، وهذا لا يعني أننا معاً طوال الوقت; فلو كان الأمر كذلك لعدنا إلى بعضنا.

 

 

* بدأت بالغناء قبل التمثيل، فهل ظُلمت أمل «المغنية» من أجل «الممثلة»؟

- بكل تأكيد!

* ألم تشعري بالندم، خاصة أن المغنين يجنون أموالاً طائلة، ونجاحات كبيرة؟

- أفكر أحياناً، ولا أندم; لأنني كممثلة لديَّ اسمي وجماهيري الذين يحبونني، لكن أشعر بالذنب تجاه والدي، إذ يجب أن أصدر ولو أغنية «سينغل» كل فترة; فالناس يسألون دائماً عن عدم غنائي، لكن الغناء بحاجة إلى ميزانية، ولا توجد شركة! فلو وجدت الشركة.. أهلاً وسهلاً.