إذا كنتم من متابعي المقابلات التلفزيونية مع المشاهير، ستلاحظون أمراً لافتاً، ألا وهو أن رؤساء الدول مثلاً يتخذون وضعية جلوس معينة ويتكلمون بهدوء مع الحرص على عدم استخدام أيديهم أثناء الكلام إلا للضرورة، فيما يلجأ المشاهير من الفنانين إلى استخدام جسدهم أثناء الحديث غير عابئين بطريقة جلوسهم أو حركات أيديهم أو عيونهم.
وفي الحالتين يحرص كل واحد منهم على الظهور بطريقة لائقة أمام الناس، خشية تفسير حركاتهم والبوح بتفاصيلها.
وخلال السنوات الأخيرة أيضاً، بدأت الكاميرات التلفزيونية ترصد لاعبي كرة القدم أثناء المباريات يتحدثون مع منافسيهم، وهم يخفون أفواههم لكي لا تلتقط الكاميرات حديثهم.
كل هؤلاء وبحسب ما يمثلونه، يخشون على صورتهم أمام الناس، لذا يسعون إلى الالتزام بأساليب الحوار، لأن خبراء الجسد الذين يستطيعون تفسير أي حركة تتنافى مع ما يقولونه يقفون بالمرصاد لهم.
يثبت ذلك خبير علم النفس والجسد البروفسور نيك مورغان مؤلف كتاب "?Can You Hear Me: How to Connect with People in a Virtual World"، الذي يفسر حركات الجسد بصورة دقيقة استناداً إلى أدلة علمية، وفق ما نشره موقع Psychology Today للتنمية الصحية.
يقول مورغان إنه ليس من السهل تتبع حركات جسد أي شخص إن كان من عامة الناس، كونه يظهر لمرة واحدة أو إثنتين، مشيراً إلى أن قراءة لغة الجسد تتطلب مراقبة لحديث الشخص وتصرفاته لمرات كثيرة ومتتالية حتى يستطيع أحد خبراء الجسد معرفة ما يدور في ذهن الشخص المتحدث، ويضيف: "يسهل جداً مراقبة حديث أحد المشاهير، لكونه دائم التواجد أمام الكاميرات، مما يعني معرفة ردود فعله في أكثر من مكان وموقف، وبناءً عليه يمكن معرفة حقيقة ما يقوله أو يخفيه".
ويفسر مورغان لغة الجسد بأنها بسيطة، مشيراً إلى أنها متعددة العناصر، فكل نظرة مثلاً يمكن أن يكون لها تفسيرات عدة تختلف عن الأخرى، موضحاً: "يمكن أن تلاحظ شخصاً ما في مقابلة تلفزيونية داخل استديو تصوير يقوم بعقد يديه أمام وسطه، وهذا يدل على اتخاذه موقف الدفاع عن نفسه، لكن إذا قام بنفس الحركة في مكان عام، يمكن أن تدل هذه الحركة على شعوره بالبرد أو التعب".
ويسهل مورغان الأمر على الراغبين بمعرفة لغة الجسد، من خلال طريقتين، الأولى: بين الأصدقاء دائمي التواصل، إذ يستطيع كل فرد منهم معرفة ما يقف خلف موقفه الحالي من خلال حديثه وحركاته، سواءً كان سعيداً أو حزيناً. والثانية الحركات اللا إرادية التي يقوم بها الشخص، والتي تدل على رغبته بإخفاء شيء أو إعلانه.