يسعى الآباء دائماً لتشجيع أبنائهم على ممارسة الأنشطة الحركية، مثل التمارين الرياضية والخروج في نزهات، وذلك في سبيل إبعادهم عن إدمان الأجهزة الذكية التي صارت تسرق أوقاتهم، وتمنعهم من القيام بأي أنشطة بدنية، تؤدي بهم إلى الإصابة بالسمنة والخمول وسواها من الأمراض.
لكن الخطر الأكبر الذي يواجهه الأطفال والمراهقين، هو تعرض أدمغتهم للضرر، بسبب جلوسهم لساعات طويلة أمام الأجهزة اللوحية الذكية المختلفة، خاصة بعد أن اضطروا للدراسة عن بعد لمدة عامين بسبب تأثيرات جائحة كورونا، مما أدى إلى زيادة التصاقهم بالأجهزة الذكية، كون لا متنفس أمامهم لقضاء ساعات الجلوس في المنزل الطويلة بلا أي نشاط.

 

 

وبحسب صحيفة «ذي صن البريطانية»، أجرى علماء دماغ بريطانيون دراسة بحثية حول تعرض الأطفال لأضرار متفاوته بحسب مدة قضائهم لأوقات طويلة أمام هذه الأجهزة بلا حركة، وقسم الباحثون الأطفال إلى أربع مجموعات، هي: «قضاء ساعة أو أقل»، «قضاء ساعة إلى ساعتين»، «قضاء ساعتين إلى أربع ساعات»، و«قضاء أكثر من أربع ساعات»، وقاموا بفحص هؤلاء الأطفال في طريقة حركتهم وتفاعلهم مع محيطهم والتحكم في انفعالاتهم فيما إذا تم إغلاق الجهاز اللوحي رغماً عنهم.

 

 

وتنمو الأدمغة بسرعة منذ الولادة، لكن الجزء الذي يقف وراء الانتباه والعواطف، قشرة الفص الجبهي، يستغرق وقتاً أطول حتى يتشكل، ويتعطل هذا النمو بسبب المرور السريع للصور والأضواء الوامضة من الشاشات، فتصاب أدمغة الأطفال بالارتباك وتكافح من أجل تطوير المهارات المعرفية نتيجة ذلك.

 

 

وكانت الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، قد حذرت بدورها من مجموعة من الآثار الجانبية التي يصاب بها الطفل، جراء بقائه لوقت طويل أمام الشاشات، من أبرزها: مشاكل النوم، ضعف الصورة الذاتية وصورة الجسم، قراءة كتب أقل، قضاء وقت أقل في الخارج، درجات أقل في المدرسة، صعوبة الحفاظ على وزن معتدل، نطاق أضيق من المصالح، واضطرابات المزاج أو الانتباه، وهي المهام المسؤول عنها الدماغ في تحديدها وتهيئتها للقيام بها.