يدرك معظم الناس أهمية تفريش الأسنان بشكل منتظم يومياً، لما لهذه العملية من آثار كبيرة في المحافظة على صحة الفم عموماً والأسنان خصوصاً، ويعد التفريش هو الطريقة المثلى والوحيدة لتجنب آلام الأمراض المرتبطة بالأسنان بشكل عام، إضافة لمنحها منظرا جميلاً قد يجنب أصحابه عمليات التجميل التي يجريها الكثيرون للظهور بابتسامات مميزة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن بعض الممارسات الخاطئة خلال عملية التفريش قد تخفف الفائدة المرجوة منها بشكل كبير.
ومن أبرز السلوكيات التي لا يعرف الناس مدى صحة ممارستها هي المضمضة بالماء فور انتهاء عملية استخدام الفرشاة والمعجون، وهل تعد هذه العملية صحية تماماً أم أنه من الأفضل هو البصق فقط من دون غسل الفم بالماء كما هو معتاد؟.

 

 

بداية، من الضروري أن نعرف أن معجون الأسنان يعمل على حمايتها من التسوس، وإعادة اللمعان لها والذي قد تفقده هذه الأسنان نتيجة عوامل متعددة منها تقدم السن أو الأحماض الموجودة في الأطعمة والتي تعد سبباً رئيسياً لوجود البكتيريا المؤدية لتسوس هذه الأسنان وتلفها. وأهم ما يميز معجون الأسنان هو وجود مادة الفلورايد به، وتحتاج هذه المادة للبقاء على سطح الأسنان بعض الوقت للقيام بعملها بشكل تام وبالتالي جني الفائدة المرجوة منها بشكل كامل.
وقد يكون أحدنا زار طبيب الأسنان وعمد الأخير لعلاجه بفرك أسنانه بمادة الفلورايد وتركها لتشكل طبقة فوق أسنانه من دون إزالتها أو طلب المضمضة وذلك للتأكد من الحصول على أكبر قدر من الفائدة.

 

 

 

وبناء على ما ذكر سابقاً، فإن شطف الفم والأسنان بالماء مباشرة بعد انتهاء تفريشها سيعمل على إزالة هذه الطبقة الحامية لمينا الأسنان، قبل الحصول على الفائدة المنتظرة منها، وبالتالي سيخفف الماء بشكل كبير فوائد الفلورايد الذي ينصح غالباً بتركه لعدة دقائق مشكلاً طبقة فوق الأسنان.
ولذلك يوصي الخبراء والأطباء بشكل عام ومن ضمنهم مؤسسة صحة الفم البريطانية، بعدم المضمضة وغسل الفم مباشرة بعد تفريش الأسنان، وإنما يفضلون القيام ببصق الزائد من اللعاب ومعجون الأسنان بدلاً من شطفها بالماء، وتركها لمدة لا تقل عن عشر دقائق بعد ذلك من دون تناول أي طعام أو شراب خلال هذه الفترة.

 

 

ولا تنطبق هذه القاعدة على الأطفال من عمر ثلاث سنوات وحتى ست سنوات وذلك خوفاً مما يسمى تفلور الأسنان، إذ تختلف النصائح للكبار عن تلك المقدمة للأطفال بهذه الفترة العمرية، ويفضل أن يقوم الطفل ببصق المعجون واللعاب الزائد، ومن ثم شطف الفم بالقليل من الماء لمرة واحدة.