يبدو أن الأبواب أغلقت بوجه القائد التاريخي لنادي ريال مدريد الإسباني ومنتخب إسبانيا، لاعب نادي باريس سان جيرمان الحالي سيرجيو راموس، وبات أمر عودته للعب مع منتخب بلاده ضرباً من المستحيل.
وبعد أن لاحت بارقة أمل لواحد من أشهر المدافعين في عالم كرة القدم عبر التاريخ، برحيل المدرب السابق للمنتخب الإسباني لويس إنريكي، الذي لم يكن يعول على راموس بجميع الأحوال، فقد أحبط المدرب الجديد للمنتخب لويس دي لا فيوينت، اللاعب التاريخي عندما أكد له أنه لن يعتمد عليه مهما قدم من مستويات رائعة مغلقاً بوجهه باب العودة لارتداء القميص الوطني بشكل كامل.

 

 

 

وعبر حسابه في إنستغرام، بث راموس رسالة مليئة بالإحباط والألم، وربما اليأس أعلن خلالها قراره المصيري باعتزال اللعب الدولي على مستوى المنتخبات الوطنية.
وقال اللاعب الذي عرف طويلاً بكونه قلب مدريد النابض: «لقد حان الوقت لأقول وداعاً للمنتخب الوطني، عزيزنا الأحمر المثير، تلقيت هذا الصباح مكالمة من المدرب الحالي الذي أخبرني أنه لن يعتمد علي، بغض النظر عن المستوى الذي يمكنني إظهاره أو كيف أواصل مسيرتي الرياضية».

 

 

وأكمل راموس بحزن: «مع الأسف الشديد، إنها نهاية رحلة كنت آمل أن تكون أطول وأن تنتهي بطعم أفضل في الفم، على قدم المساواة مع كل النجاحات التي حققتها مع المنتخب الأحمر».
وأضاف اللاعب الشهير باسم المطرقة أنه كان يعتقد أن مسيرته كانت تستحق أفضل من ذلك، وأن تكون نهايتها بشكل أجمل، وبقرار شخصي منه، أو لأن أداءه في الملعب لم يكن على مستوىً عالٍ يستحق من خلاله تمثيل بلاده«.

 

 


وزاد أنه يتألم كون هذا القرار جاء من المدرب بسبب عمره فقط، ولأسباب أخرى لم يسمعها ولكنه شعر بها وقال:»كونك شاباً أو أقل شباباً، ليس فضيلة ولا عيباً، فهو مجرد خاصية مؤقتة لا تتعلق بالضرورة بالأداء أو القدرة«.
وضرب اللاعب الإسباني مثلاً بكل من زميله السابق في ريال مدريد اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش، وكذلك بطل العالم وزميله في باريس سان جيرمان اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ونجم البرتغال بيبي الذين يكبرونه او يعادلونه في العمر وما زالوا يعدون أعمدةً أساسية في منتخبات بلادهم، ويقدمون أداءً مذهلاً ويحظون باحترام الجميع قائلاً إن هذا هو الجوهر والتقاليد والقيم والجدارة والعدالة في كرة القدم.

 

 

وتابع راموس في رسالته:»للأسف لن يكون الأمر على هذا النحو بالنسبة لي، لأن كرة القدم ليست عادلة دائمًا وكرة القدم ليست مجرد كرة قدم"، في إشارة لوجود أسباب خفية لاستبعاده من المنتخب وليس أداءه وطريقة لعبه.
ووصف نجم إسبانيا رسالته هذه بأنها الحزن الذي يريد مشاركته مع محبيه، مؤكداً أن رأسه ستبقى مرفوعةً دائماً، وأنه سيكون ممتناً دائماً لكل السنوات التي لعبها مع المنتخب والدعم الذي تلقاه، وسيحمل ذكرياته الجميلة التي لا تمحى، وكل الألقاب التي ناضل لأجلها واحتفل بها معه دائماً.

 

 

مؤكداً فخره الكبير بكونه أكثر لاعب إسباني خاض مباريات مع المنتخب عبر التاريخ، وأنه سيكون سعيداً بهذا الإنجاز وحب الجماهير له. وختم حديثه بتأكيده أنه سيبقى دائماً مشجعاً وفياً لمنتخب بلاده، يتابعه من المنزل بعاطفة الشخص المتميز الذي لعب بقميص الوطن 180 مباراة، شاكراً كل من آمن به دائماً.

 

 

ويعد راموس واحداً من أكثر اللاعبين تتويجاً في تاريخ منتخب إسبانيا، فقد كان عنصراً أساسياً ضمن الفريق الفائز بلقب بطولة كأس العالم 2010، ونال لقبين في بطولة أمم أوروبا أعوام 2008، 2012، وكذلك لقب وصيف بطل كأس القارات عام 2013، عدا عن ألقابه الكثيرة رفقة ناديه التاريخي ريال مدريد الإسباني، وفوزه بعدد من البطولات منذ انتقاله للعب مع باريس سان جيرمان الفرنسي.