لا تزال تداعيات الزلزال الكبير الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في السادس من الشهر الحالي، مفزعة لمعظم الناس حول العالم، لأسباب عدة من بينها، أن عدد المتوفين من الزلزال زاد عن 47 ألف، فيما بلغت الإصابات المباشرة في البلدين أكثر من 100 ألف حالة، عدا عن ترشيد الآلاف من منازلهم التي سقطت مخلفة وراءها الكثير من الدمار.

ومن الأسباب الأخرى التي دعت الناس للخوف، هو توالي الهزات الأرضية التي أصابت مدن كثيرة في العالم العربي بالخوف والارتباك، فقد شعر سكان لبنان ومصر وسوريا وتركيا وفلسطين والأردن وإيران والجزائر، بالعديد من الهزات الأرضية التي لم تكن مؤذية للبيوت والطرقات، بقدر ما كانت مؤذية للحالة النفسية للناس.

وفي مثل هذه الحالات، يوصي أطباء النفس بتوفير بيئة اجتماعية تخفف من هلع من تعرضوا للزلزال بشكل مباشر، وفقدوا خلالها عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم، ومن شعروا باهتزاز الأرض تحتهم، وبهذا الشأن، يشدد أخصائي الطب النفسي التركي، حسين برهان، على ضرورة التأني بالتعامل مع هذه الفئة من الناس، حتى يتعافوا من الهلع الكبير الذي شعروا به ولا يزالوا، حتى يستطيعوا استكمال حياتهم بصورة طبيعية.

ويؤكد برهان أن على المسؤولين عن رعاية المتضررين الأحياء من الزلزال، الكف عن تذكيرهم بالصدمة التي تعرضوا لها، والعمل على تهيئة أنفسهم لتجاوز المحنة التي عاشوا بها، وتقديم الخدمات النفسية للمتضررين من الزلزال كالإرشاد النفسي وإعادة التأهيل عند الضرورة.

إقرأ أيضاً:  جسور الخير.. سباق إنساني لإغاثة المتضررين من الزلزال
 

وفي الوضع الطبيعي، يعتبر المعالجون النفسيون مؤهلون ومدربون أكثر من غيرهم للتعامل مع الناجين من الزلزال، إذ عليهم دور كبير في استيعاب ردات الفعل ومشاعر الغضب والحزن والقسوة التي تظهر على الناجين، فعلى الطبيب النفسي تعزيز القوة الداخلية لهؤلاء الأشخاص، وأن ينصت لهم باهتمام بالغ، عند حديثهم عن مخاوفهم في المستقبل بقدر واسع من المعرفة والاطمئنان، والعمل على إدارة ظروفهم المعيشية في الأيام التي تلي حدوث الزلزال.