هل‭ ‬تذكر‭ ‬في‭ ‬طفولتك‭ ‬يوماً‭ ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬علبة‭ ‬الماكنتوش‭ ‬أو‭ ‬علبة‭ ‬البسكويت‭ ‬الزرقاء‭ ‬كيف‭ ‬كنت‭ ‬تتلهف‭ ‬لفتحها؟‭ ‬وكم‭ ‬كان‭ ‬بغيضاً‭ ‬ذلك‭ ‬الشعور‭ ‬بعد‭ ‬فتحها،‭ ‬فكان‭ ‬الإحباط‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الحماس‭ ‬لتكتشف‭ ‬أنك‭ ‬ستجد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬الحلويات‭ ‬والبسكويت‭. ‬وفي‭ ‬حالتي‭ ‬أنا،‭ ‬كنت‭ ‬دائماً‭ ‬أجد‭ ‬براقع‭ ‬أمي‭ ‬مريم‭ ‬بداخلها‭ (‬جدتي‭) ‬حفظها‭ ‬الله‭. ‬

لطالما‭ ‬كانت‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬أغلب‭ ‬الأدوات‭ ‬المنزلية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬سعف‭ ‬النخيل‭ ‬المجفف‭ ‬كالسرّود‭ ‬والمكبة‭ ‬والعريش‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬ألعاب‭ ‬الأطفال‭ ‬كانت‭ ‬مبتكرة‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬إطارات‭ ‬العجلات،‭ ‬والدمى‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬قصاصات‭ ‬الأقمشة‭. ‬وجمل‭ ‬العوعو‭ ‬من‭ ‬نجم‭ ‬البحر،‭ ‬ولا‭ ‬زلنا‭ ‬نقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬استخدام‭ ‬زجاجات‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬لتخزين‭ ‬البهارات‭ ‬وغيرها‭. ‬ونحرص‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬النعمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توزيع‭ ‬الطعام‭ ‬للجيران‭ ‬أو‭ ‬المحتاجين‭ ‬أو‭ ‬العاملين‭. ‬

في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا،‭ ‬دق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر،‭ ‬نعم‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستمر‭ ‬بممارساتنا‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نستغل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬قرر‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬الإماراتي‭ ‬للطفل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شعار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ليوم‭ ‬الطفل‭ ‬الإماراتي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستدامة‮»‬،‭ ‬واستحدثوا‭ ‬لجنة‭ ‬تختص‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬والاستدامة،‭ ‬لطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬المستقبلية‭. ‬أما‭ ‬جائزة‭ ‬البيئة‭ ‬للطفل،‭ ‬فكانت‭ ‬فكرة‭ ‬مقدمة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬للأطفال‭ ‬لخلق‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬وأجيال‭ ‬المستقبل،‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الكوكب‭ ‬وتغير‭ ‬مناخه‭. ‬

لدي‭ ‬يقين‭ ‬أننا‭ ‬سنرى‭ ‬إبداعات‭ ‬وابتكارات‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬وأطفال‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬خير‭ ‬وبيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستدامة‭! ‬