الارتجال فن لا يجيده كل الممثلين، فموهبة التمثيل تختلف عن موهبة ابتكار حوار من خيال الممثل على لسان الشخصية.
هناك نجوم صنعوا شهرتهم بالارتجال، وأبرزهم النجم الراحل سمير غانم، الذي كان يمكنه الخروج عن النص وإضحاك الجمهور لفترات طويلة قبل العودة إلى القصة الأصلية دون أن يحدث خلل يربك الممثلين الآخرين.
على النقيض هناك ممثلين لا يفضلون الارتجال ويغضبون ممن يفعلوه في بعض الأحيان.
عادل إمام
قد لا تصدق ذلك، لكن النجم الكبير عادل إمام يكره الارتجال أثناء تصوير أعماله أو الوقوف على خشبة المسرح.
يمنح عادل إمام الحرية للممثلين المشاركين معه في ابتكار وارتجال الجمل أثناء البروفات وجلسات التحضير للأعمال، لكن بمجرد الدخول في مرحلة التنفيذ، ينتظر من الجميع الالتزام.
ويضع عادل إمام قواعد صارمة للمشاركين في أعماله، حتى أنه غضب من الفنانة الراحلة رجاء الجداوي عقب تغيير فستانها في أحد العروض المسرحية لحدوث قطع به، وطلب منها الالتزام بالظهور بالفستان المتفق عليه، رغم أن كلاهما يتشابه مع اختلاف بسيط في الألوان.
ورغم تلك القواعد الصارمة، يسمح عادل إمام لنفسه بالخروج عن النص ومفاجأة الممثلين في العروض المسرحية التي يتم تصويرها.
محمد صبحي
يتميز محمد صبحي بكونه مخرجا ومنتجا إلى جانب نجوميته كممثل مسرحي بارع، لكنه يضع قواعد شديدة الصرامة لجميع الممثلين المشاركين في مسرحياته.
يرفض محمد صبحي الارتجال أو أي شكل من أشكال الخروج عن النص المكتوب، ولا يوافق على أي إضافات من الممثلين إلا في فترة البروفات.
ويرى صبحي أن الارتجال يسمح به فقط حين يكون الممثل عبقرياً بشرط ألا يزيد ذلك عن مرتين خلال العمل، وبعد التنسيق مع باقي الممثلين، حتى لا يتسبب في إرباكهم أمام الجمهور.
وعدم حب محمد صبحي للارتجال هو أحد الأسباب المهمة التي دفعته لانتقاد عروض مسرح مصر باستمرار طوال السنوات الماضية، رافضا الاعتراف بما يقدمه الممثلين المشاركين مع أشرف عبد الباقي.
آل باتشينو
كان آل باتشينو شابا حين اختاره المخرج فرنسيس فورد كوبولا للمشاركة في أفلام The God Father، ومن المعروف عن كوبولا حبه لارتجال الممثلين أثناء أدائهم للمشاهد.
وتحدث آل باتشينو عن رفضه الارتجال أثناء تصوير مشاهده الأولى، رغم طلب المخرج، لأن الارتجال يحتاج لمعرفة بكافة تفاصيل الشخصية المكتوبة وغير المكتوبة، لذلك حرص على الالتزام بالنص والاستمرار في طرح الأسئلة للتعرف على شخصيته بشكل أعمق.