يستضيف المتحف الوطني السعودي في الرياض، منذ يناير الماضي وحتى 15 أبريل المقبل، معرض «الزمن.. الطبيعة.. الحب» لدار فان كليف أند آربلز، الذي يشهد إقبالاً لافتاً، كونه يسلط الضوء على المجوهرات الكلاسيكية الراقية الخاصة بالدار الفرنسية، ويضم أكثر من 280 قطعة إبداعية من المجوهرات والساعات والتحف الثمينة. وبهذه المناسبة، أجرت «زهرة الخليج» حواراً مع المديرة العامة للمتحف الوطني السعودي، ليلى الفدّاغ، ذات الخبرة الواسعة بهذا المجال، والتي تقود - منذ توليها مسؤولياتها في يناير 2021 - خطة تطوير شاملة، انعكست على تحسين تجربة زوار المتحف في العاصمة السعودية.. ونسألها:

  • ليلى الفدّاغ

• هل توافقين على أن المتحف مكان لحوار الثقافات من خلال الفن؟ وكيف تعززين ذلك؟

- أعتقد أن المتاحف مكان للحوار حول الثقافة من خلال الفن، لكنها أيضاً مساحة للتأمل الذاتي. إنها مراكز مجتمعية، تجمع الناس معاً، وتجلب العالم للناس. المتاحف أماكن للإلهام وإثارة المشاعر والفضول، ونحاول تحقيق ذلك من خلال الأشياء التي نعرضها، والبرامج التي نقدمها، مثل: ورش العمل، وجلسات النقاش، والمعارض التي ننظمها. نحن لسنا جامدين، ولا نتحدث عن محادثة واحدة.

• ما أبرز التغييرات التي اعتمدتها لتطوير المتحف، بعد شغلك منصب المدير العام؟

- أعتقد أن العديد من التغييرات، التي عملنا عليها، يمكن الشعور بها أكثر من رؤيتها. لكن إذا كان عليّ أن أكون أكثر تحديداً، فهناك مبادرتان أفخر بهما للغاية من فريق العمل: الأولى هي برنامجنا التطوعي؛ فلدينا أكثر من 400 متطوع، لمساعدتنا هذا العام. الثانية، والتي لاتزال قيد التنفيذ، ستكون مبادرتنا لنكون متحفاً يسهل الوصول إليه. نحن نعمل مع جهة متخصصة، لمساعدتنا في تطوير برامج للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة؛ إذ يجب أن تكون المتاحف متاحة للجميع، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك.

• كيف توجزين لقرائنا ما يتضمنه المتحف الوطني السعودي لتشجيعهم على زيارته؟ وما أبرز وأقدم معروضاته؟

- عندما تزور المتحف الوطني للمملكة العربية السعودية، ستندهش من معرفة أن كل ما هو معروض تقريباً تم العثور عليه في المملكة. والأمر الأكثر إثارة للدهشة، هو اكتشاف كل الحضارات المختلفة التي كانت موجودة هنا. لدينا قسم في المتحف، يحتوي على كنوز «تاروت»، التي لا يُعرف الكثير عنها، لكن مجموعة من علماء الآثار كانت تنقب في «تاروت» بالمنطقة الشرقية من المملكة، عندما صادفوا نعشاً بدا كأنه يحتوي على تماثيل يونانية لأرجل، وعندما فتحوه وجدوا بقايا هيكل عظمي لفتاة صغيرة، يراوح عمرها بين 9 و11 سنة، وكانت مغطاة بعملات ذهبية وقناع ذهبي ومجوهرات، ولا أحد يعرف من كانت، أو من أين أتت، لذلك نسميها باعتزاز «الملكة المجهولة».

• هل المواطن العربي يهتم باكتشاف المتاحف وزيارتها؟

- أعتقد أن هناك اهتماماً كبيراً بربط الثقافة والتراث في بيئتنا الأوسع، ونفترض أن العرب ليسوا مهتمين بالزيارة، لكن الحقيقة هي أن لدينا مجموعات متنوعة من الأشخاص، الذين يأتون من مختلف الدول العربية. ونحن نقدم المحتوى الخاص بنا باللغتين العربية والإنجليزية، ولدينا مرشدون سياحيون، يمكنهم تلبية احتياجات مختلف الجماهير.

• ما التحديات والصعوبات التي تواجهك كمديرة عامة لمتحف عربي؟

- أعتقد أن تحدياتنا عالمية، وليست خاصة بالمتحف العربي، فمن بين العديد من الأشياء التي نركز عليها كمديرين، أن مجتمعنا هو أولويتنا، وعندما أقول المجتمع فإنني أعني أي شخص في السعودية، ومن يزورنا من الخارج، وحتى من زوارنا الرقميين، من خلال حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المستقبل موقعنا على الإنترنت. يفكر كل مدير في زواره: هل نصل إليهم، هل نوفر لهم ما يحتاجون إليه، هل نثير فضولهم، هل نوفر لهم مكاناً آمناً ومريحاً، هل نحن شاملون، هل يمكنهم الوصول إلينا بسهولة، كيف يمكننا الوصول إلى جمهور أوسع؟.. والقائمة تطول. ومع ذلك، نظراً لأن المشهد الثقافي في السعودية جديد ومزدهر، فقد كان محظوظاً بما يكفي لعدم التقيد بالأساليب التقليدية لكيفية عمل المتحف.

• كيف ترين الأبعاد الثقافية لإقامة المعارض؟

- أن يكون لدينا تنوع في برمجة معارضنا، ولكن بتحقيق التوازن بين تلك المشاريع والمعارض التي نجلبها من الخارج والمعارض التي نطورها داخلياً، أو نشترك في تنسيقها مع شركاء محليين ودوليين. بالإضافة إلى إيجاد الفرص؛ لتسليط الضوء على معارضنا الدائمة، والأشياء المعروضة هناك، لكن عرضها في ضوء مختلف. نحن نهدف، دائماً، إلى إقامة معارض يسهل الوصول إليها، تجذب مختلف جماهير، خاصة أولئك الذين قد لا يزورون المتحف عادة. إلى جانب ذلك، يتم دائماً تقديم معارضنا بشكل أفضل؛ عندما تكون مصحوبة ببرامج وخبرات مختلفة.

• كيف تصفين معرض مجوهرات «الزمن.. الطبيعة.. الحب» لدار فان كليف أند آربلز؟

- إنه تجربة غامرة وحسية، تلعب بالضوء والصوت والعواطف. تقدم كل مساحة تدخلها بيئة جديدة، يمكنك استيعابها وتفسيرها من المواد الأرشيفية، التي تم تفصيلها تماماً، وتظهر مستوى مختلفاً من البراعة الفنية للقطع الفعلية نفسها التي تكمل الرسومات، لكنها لاتزال بارزة في حد ذاتها.