طور المهندس الإماراتي، محمد الأحمد، مؤسس برنامج «مِلبق» الافتراضي، رؤيته الإبداعية الإعلامية؛ فقرر ترك تخصصه في الهندسة المدنية؛ لتكريس نفسه بالكامل لإنشاء المحتوى، وإعادة ابتكار قدراته وشغفه بالإعلام الجديد، بالتعاون مع زميلته سلوى الحضرمي، وهو - بالإضافة إلى فعله ما يحبه - نجح عبر ما يقدمه من محتوى ملهم في جذب انتباه مجموعة كبيرة من مرتادي منصات التواصل الاجتماعي.. في حوارنا معه، أطلعنا الأحمد على تجربته ورؤيته:

• متى ظهرت فكرة صناعة محتوى، وكيف بدأ المشوار؟

- ظهرت الفكرة عندما أردت أن أدخل عالم صناعة المحتوى بشكل جديد، وأن يكون مشروعي الخاص، الذي أستمتع بقضاء وقتي فيه؛ حيث إنني مهندس مدني، وحصلت على شهادتي الجامعية من الولايات المتحدة الأميركية. لكن شغفي منذ الطفولة كان بالإعلام؛ فقررت دخول هذا العالم بشكل جديد ولافت. بدأت بتكوين فريق العمل، وكانت البداية مع سلوى الحضرمي، شريكتي في الشركة، وكان اجتماعنا الأول حديثاً تفصيلياً عن كيف وبماذا نبدأ.

• لماذا تم اختيار اسم «ملبق»، وما دلالته؟ 

- اخترنا الاسم معاً، وكلمة «ملبق» تعني الكبريت باللهجة الإماراتية، وشعارنا «ولّع إبداعك معانا»، فأسسنا شركة «ملبق ميديا» للإنتاج الفني، وتختص بإعداد وصناعة المحتوى، وتصوير الإعلانات الإبداعية. بدأنا بتصوير برنامج باسم الشركة، هذا البرنامج كان يُصوّر بطريقة سينمائية، ويتحدث عن مواضيع مجتمعية باختصار شديد «في دقيقتين»، وكان يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي. حظي البرنامج بنجاح كبير، فتحولنا بعدها إلى إنتاج أعمال لجهات حكومية وخاصة، منها: مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ووزارة الداخلية، ومصرف الهلال.

• ماذا يعني أن تكون منشئ محتوى على الشبكات الاجتماعية؟

- يعني أن نترجم أفكارنا الإبداعية إلى واقع، يراه المشاهد بصورة ممتعة وجذابة. وهذا يضعني شخصياً كصانع محتوى تحت المجهر دائماً؛ فيجب أن أكون حذراً؛ لأن العمل يراه الصغير والكبير، داخل الدولة وخارجها؛ لذلك يجب أن يمثل هذا العمل الأخلاق الحميدة، التي تعلمناها من ديننا ووطننا وقادتنا، وأن يعكس تطور فكر الشباب الإماراتي، وإبداعهم في صناعة المحتوى.

إقرأ أيضاً:  منير المجدوب: الطبيعة طاقة إيجابية
 

• إلى أين تتجه الاتصالات الرقمية؟ 

- الإعلام الرقمي سريع ومتطور، ولا ينتظر أحداً؛ لذا يجب علينا إدراك هذا، والتماشي معه بطريقة سليمة. منذ فترة قصيرة، كنا نستخدم هاتف «نوكيا»، ولا نستطيع إرسال رسالة طويلة «جزء من النص مفقود». أما اليوم، فأستطيع أن أتحدث، وأكتب ما أشاء لساعات، وأبثه مباشرة، ويراني الناس في اللحظة نفسها، والقادم أكبر بكل تأكيد.. لكنه «مخيف».

• ما الرسالة التي ترغبون في إيصالها؟

- رسالتنا أن نظهر قدرة الشباب الإماراتي على صنع المستحيل، إذ لا يوجد مستحيل، ولا توجد حدود للإبداع، فهذا ما تعلمناه من الإمارات، وقادتها العظماء. رسالتنا أخلاق زايد، وما كان يحبه، وأننا قادرون على جذب المشاهد، ومنافسة كبرى شركات الإنتاج العالمية، ولدينا الإمكانيات والقدرات كافة لصنع إعلام رقمي هادف وجاذب وممتع. 

• ما التحديات التي واجهتكم، وكيف تغلبتم عليها؟

- التحديات في هذا المجال كثيرة، ونتغلب عليها بالتعاون مع فريق عملنا الرائع، المكون من شباب إماراتيين وإماراتيات لديهم من الأفكار والجهد ما يعجز عن وصفه اللسان. أحد التحديات كان ثقة الجهات في البداية بقدراتنا، إضافة إلى «سعرنا»، ورغم أنه كان الأقل في سوق الإنتاج، فإننا كنا نواجه تحديات في تقبل الجهات لهذه الأسعار؛ لعدم ثقتها بإمكانية وقدرات فريق العمل بالشركة. لكن بعد أن توالت أعمالنا، وثق بنا الجميع.

•  ما أفضل نصيحة تلقيتها في البدايات، وتنصح بها غيرك؟

- أفضل نصيحة تلقيتها «لا تتحدث عن إنجازك، بل اجعل الآخرين يتحدثون عنه»، وهذا ما أنصح به غيري.