يعد الغوص في أعمال الرسامة الإماراتية، عائشة حميد الشامسي، تجربة رائعة، فمن خلال قلم رصاص، تنظر به إلى العالم بروح التأمل والاحتفاء بالأصالة والتراث، والاهتمام الكبير بالتفاصيل، تزين وجدان المتلقي بلمسة من الدهشة والإمتاع. وعبر أسلوبها السهل الممتنع، تهدي المشهد البصري أعمالاً غاية في التميز.. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، تُظهر لنا عائشة رؤيتها الشخصية والفنية، حول تجربتها في الرسم وعوالمه:

• من أين تستمدين إلهامك الفني؟

‏- لا أستطيع أن أحدد من أين أستمد إلهامي بالضبط؛ فلديَّ منابع عدة، أهمها: عشقي للطبيعة والبساطة والتراث الإماراتي الجميل، فهو زاخر بالكثير من الأشياء المدهشة، وأيضاً القصص المؤثرة، التي ترسم الصورة في وجادني قبل لوحاتي.

• هل أنت راضية عما قدمته حتى الآن؟

‏- أتوقع أن كل فنان سيجيب عن هذا السؤال بكلمة (لا)؛ لأن الفن لا حدود له، والإبداع بحر واسع، لكنني أشعر بالرضا والسعادة، بعد أن أنهي كل لوحة أرسمها.

• أين يكمن الحافز، الذي دفعك لتتجهي إلى الرسم؟

‏- الحافز يأتي من طبيعة شخصيتي، فهدوئي وصمتي وحبي للجمال هي التي دفعتني إلى الرسم؛ فانغمست في عالمي الخاص، الذي يشبهني، وأجد فيه الراحة التامة، بعيداً عن ضجيج الحياة، وصخبها، والمسؤوليات المرهقة.

• تستعملين القلم الرصاص، فهل لذلك مبرر فني، وهل أنت ممن يحبذون التجريب في الخامة والموضوع؟

‏- بدايتي كانت مع القلم الرصاص، إذ أستطيع أن آخذ راحتي في المسح، وتصحيح الأخطاء، خاصة عند رسم الشخصيات، فهي تحتاج إلى دقة أكثر. أرسم تفاصيل فضفاضة، ويأتيني الإلهام بينما أقوم بتوثيق الرسم التوضيحي وأتأمله، ومن ثم أقوم بتعديله عندما أرغب في ذلك؛ حتى أصل إلى ما أريده. أعتقد أن القلم الرصاص يوفر لي فضاءً رحباً، ويعطيني الفرصة لأصل برسوماتي إلى حد الرضا.

•حدثينا عن تجربتك مع رسومات الأغلفة، وما المفضل بالنسبة لك؟

‏- الغلاف لوحة مختصرة لما في الكتاب، والقارئ يلفت نظره العنوان والصورة؛ إذ يعطيانه فكرة عما يحتويه الكتاب. بالنسبة لي، كانت رواية «رحلة غريسة» للكاتبة فاطمة حمد هي الحافز الأكبر للإبداع، كأنني أراها تبتسم لي وأنا أرسمها. ومن هنا، انطلقت من رسم الشخصيات، إلى البيوت، والسكيك، والخيول، وغيرها. وقد شاركت في معرض، تم تنظيمه تحت إشراف مجلس سيدات عجمان، وقد بيعت كل اللوحات التي شاركت بها. 

• لماذا اخترت التعبير بالرسم لغةً إبداعيةً؟

‏- لا أعلم لماذا اخترت الرسم، لكن أظن أن معظم الرسامين ذوو شخصيات هادئة وخجولة نوعاً ما، ولا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، أو أي أدوات أخرى؛ فيلجؤون إلى الرسم، وهو خير لسان.

• ماذا يمثل لك الرسم؟

- الرسم عالم يُشعرني بالجمال والأنس، كأن معي آلة للزمن، أغادر بها إلى عالمي الخاص متى شئتُ.