تعد اليابانية يايوي كوساما أحد أهم فناني اليوم. وكشخصية رائدة ومتميزة في الإبداع المعاصر؛ باتت صوتاً فريداً، استعاد تاريخ الفن، ووضعه في المكان المناسب الذي يستحقه. ولدت كوساما في مدينة ماتسوموتو اليابانية عام 1929، ونشأت في بيئة محافظة قيدت تدفقها الإبداعي، غير أنها تمردت عليها بفنونها المختلفة والغريبة. وكونها شاهدة على تسعة عقود من الزمان، فإن ذلك شهادة فريدة على مسيرة مهنية تتميز بجودة تستحق.

ويعتمد عمل الفنانة كوساما على الفن المفاهيمي، إذ ترى الفن وسيلة للتغيير الاجتماعي، مستفيدة من مهارتها وموهبتها وإبداعها في مجالات الأداء والسينما والمنشآت والقماش والرسم والأزياء والشعر والخيال، والعديد من الفنون الأخرى، وتظهر بعض سمات النسوية والبساطة والسريالية وفن البروت وفن البوب والفنون التعبيرية المجردة، مليئة بالمحتوى الذاتي والنفسي. 

درست كوساما في مدرسة «كيوتو» للفنون والحرف اليدوية بأسلوب الرسم الياباني التقليدي المسمى «نيهونجا». وقد عُرضت أعمالها في معارض بجميع أنحاء اليابان، لكنها أرادت الحرية في ابتكار أسلوبها، وعملها الخاص.

بدأت كوساما العمل على الزخارف، التي ميزت إنتاجها في سن مبكرة. وبعد وصولها إلى نيويورك في نهاية الخمسينات، أبدعت لوحات كبيرة أحادية اللون، يزيد طولها أحياناً على 30 قدماً، تتسع تدريجياً، حتى احتلت الجدران ثم الغرف، من الأرضية إلى السقف. و«الشباك اللامتناهية» مستوحاة من الانطباعية التجريدية الأميركية، وكانت جزءاً من المشهد الطليعي في نيويورك طوال فترة الستينات، لاسيما في حركة البوب الموسيقية، وقد لفتت انتباه الجمهور عندما نظمت سلسلة من الأحداث، التي تم فيها رسم المشاركين في نقاط ملونة، ثم واصلت مسيرتها في الأعمال المليئة بالدهشة والحياة، إذ يعد التكرار ونقاط البولكا والرموز والقرع والفطر والمرايا والأسطح العاكسة، جزءاً من أعمالها التي تجذب الآلاف من محبي الفنون الاستثنائية. 

لم يتوقف إنتاج كوساما الإبداعي حتى اليوم، بعد بلوغها أكثر من تسعين عاماً، حيث استعانت بها بيوت الموضة العالمية في تصاميمها الجديدة، التي ستكون صيحة ربيع وصيف 2023، في مشروع مليء بالألوان والإبداع والتألق.