بلا شك إن لون العيون هو إحدى أكثر سمات الوجه البشري لفتاً للانتباه، فمثلاً كم مرةً علقتِ على لون عيون شخصٍ قابلتِه، خاصةً إذا لاحظتِ شيئاً فريداً في قزحية العين.

ولطالما كان لون العينين أمراً تحت البحث والتدقيق، وذلك من أجل فهم الطبيعة المعقدة لقزحية العين وألوانها، ويتأثر لون عينيك بالميلانين الموجود في القزحية، وهناك على نطاق واسع ستة ألوان مختلفة موجودة في العالم، يُعد البني أكثرها شيوعاً، في حين تشمل الألوان الأخرى: الأزرق والبندقي والأخضر.

ولكن ماذا عن أولئك الذين يملكون عينين بلونين مختلفين، أي ما يُعرف باسم "heterochromia"، وما مدى شيوع هذه الحالة؟

من النادر أن يكون لديكِ لون مغاير

تباين الألوان سمة نادرة في الجسم؛ لا يمتلكها معظم الناس. ففي الواقع، يُقال إن هذه الحالة توجد لدى أقل من 1% من الأشخاص.

وفي الولايات المتحدة، يقال إن معدل انتشارها أقل من 200 ألف شخص، وربما لاحظتِ أن بعض المشاهير، مثل: ميلا كونيس، وكيت بوسورث، وجين سيمور، لديهن لون عينين مغاير.

وعادةً، يتم توارث الصبغة التغايرية، لكن هناك حالات نادرة حيث يطور الناس ألوان عيون مختلفة في وقت لاحق من الحياة أيضاً، حيث يُطلق على الأول اسم "تغاير اللون الخلقي"، ويعرف الأخير باسم "تغاير اللون المكتسب". 

ويمكن أن يحدث "تغاير اللون المكتسب"، بسبب مرض السكري وجراحة العيون وصدمات العين والأورام والتهاب القزحية والزرق، وحتى بسبب تناول بعض الأدوية لعلاج الجلوكوما.

وعادةً، تظهر حالة اللون المغاير بثلاث طرق مختلفة، هي: تغاير اللون الكامل، والمركزي، والقطاعي.

ويُعد "تغاير اللون الكامل" النوع الأكثر ندرة، وهو عندما يكون لدى الشخص لونان مختلفان من قزحية العين. أما عندما تكون قزحية شخص ما هي درجة لون قريبة من حدقة العين وأخرى عند الحافة (في كلتا العينين)، فهذا ما يسمى "تغاير اللون المركزي". وأخيراً، يحدث "تباين اللون القطاعي" عندما يكون لدى الشخص قسمان مختلفان من قزحية العين بلونين مختلفين.

هل وجود عيون ملونة مختلفة ضار؟

في حين أن الحالة المكتسبة وراثياً بحد ذاتها غير ضارة، إلا أنه وفي حال اشتبه الأطباء في وجود مرض أو داء أو إصابة كامنة يمكن أن تسبب تغاير اللون، فهناك سبب للقلق، فمثلاً عندما يتعرض شخص ما لصدمة في عينيه بسبب إجراء جراحي، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نزيف قد يتسبب في تغيير درجة اللون.

كما يمكن أن تؤثر حالة مثل التهاب القزحية، التي هي في الأساس عبارة عن تورم والتهاب في العين، على تغير اللون، أي وبعبارةٍ أخرى إن تغاير الألوان ليس ضاراً، طالما أنه لم يأتِ نتيجة مرض، ولا تؤثر الصبغة المتغايرة في حد ذاتها على جودة الرؤية.