لسنواتٍ، وهي تستحوذ على مقعد النجومية في خارطة الفن الإماراتي، وسلاحها في ذلك موهبتها، وإصرارها الدائم على النجاح، وبحثها المستمر عن كل ما هو مميز ومختلف في الأدوار الفنية.. إنها الفنانة الإماراتية فاطمة الحوسني، التي احتفلت - لأول مرة - بتصدر اسمها شارة مسلسل تلفزيوني، ورغم تأخر هذه الخطوة، كما تقول، فإنها تراها مؤشراً جيداً، وحافزاً مهماً؛ لاستكمال مسيرتها الفنية.. «زهرة الخليج» زارتها في بيتها؛ لتقديم درع تكريمية إليها، وكان هذا الحوار:

• ضمن مبادرة «زهرة الخليج» لتكريم الفن الإماراتي، تم اختيارك كواحدة من نجمات الدراما الإماراتية.. كيف تلقيت هذا التكريم؟

- أقول لـ«زهرة الخليج»: شكراً على هذه المفاجأة، وكنت أتمنى أن أكون مع الفنانين في حفل التكريم، لكن للأسف لم أكن موجودة، إذ إن معظم أعمالي تكون في دولة الكويت. وهذا التكريم عموماً لفتة رائعة؛ فالفنان الإماراتي يستحق أن يكرم، ولو بكلمة طيبة.

• لو طلبنا أن تقومي بهذه المهمة نيابة عنا، من تختارين لتكريمهم من فناني الإمارات؟

- طبعاً الأستاذة التي لا أنسى فضلها عليّ، مريم سلطان؛ فهي فنانة قديرة تستحق التكريم؛ لأنها أعطت الكثير للمسرح والإعلام والتلفزيون، ونحن كبرنا على أعمالها، ونعتبرها والدتنا. أما الرجال، فهم كثيرون، ومنهم: الأستاذ محمد سعيد، وعادل إبراهيم، فهما من الفنانين المظلومين.

وجوه من الخارج

• هل الفنانون الجدد مظلومون أيضاً؟

- ليسوا جميعاً مظلومين، والمشكلة موجودة بشكل عام في دول الخليج، وليست فقط في الإمارات، إذ أصبح هناك نظام «الشللية»، ونحن لدينا مشكلة في تسويق أعمالنا بالخارج، والخطأ ليس في الفنان، إذ يحدث هذا عندما تجلب نجماً من الخارج وتعطيه دور البطولة، بينما فنانون محليون يستحقون هذه الأدوار. مثلاً، لماذا أعمل في الكويت والسعودية، وحبيب غلوم وأحمد الجسمي كذلك؟ فلو لم تكن لدينا الكفاءة، لما عملنا هنا. في الوقت نفسه، تجدهم يريدونني هنا كمساندة لفنانة أتت من الخارج، وهذا الذي يؤلم القلب؛ فعندما يكون لديك فنان قدير ومبدع، لاذا لا تمنحه الفرصة؟.. في الحقيقة، نحن كمؤسسات وكمنتجين قتلنا الفنان المحلي.

•هل الخطأ من المنتجين فقط أم من الفنان الإماراتي أيضاً؛ لعدم تسويق نفسه عبر «السوشيال ميديا»، والإعلام؟

- الفنان جابر نغموش لا يسوق نفسه عبر «السوشيال ميديا»، وهو معروف؛ لأنه يعمل كل عام، وهناك فنانون من المستوى نفسه. نحن نتكلم عن البداية، ولا يشترط أن أسوق نفسي عبر «السوشيال ميديا»، فعندما بدأت لم تكن «السوشيال ميديا» موجودة، وأكملت في هذا الطريق. ربما أجواؤهم لا تسمح بذلك، فمثلاً الفنان عبدالله صالح لا تناسبه «السوشيال ميديا»، وها هو لا يعمل، وأين هو سيف الغانم من الساحة الفنية مثلاً؟

• ألا يوجد نقص في الوجوه الجديدة بالدراما الإماراتية؟

- ليست هناك مشكلة في اكتشاف وجوه جديدة، لكن المشكلة أن تمنح «فاشينيستا»، لديها عدد كبير من المتابعين، دوراً رئيسياً!.. إحداهن خرجت منذ عام على «السوشيال ميديا»، وأصبح لديها مليونا متابع؛ لذلك تنال دور البطولة. أنا ضد هذا الأمر، فلا مانع أن تمنح دوراً يناسبها، لكن لا يجب تفضيلها على من لهم باع في هذا العمل. اليوم، نستطيع بالمكياج أن نكبر ونصغر بالعمر، وأعلم أنني لا أستطيع العودة بالزمن 30 عاماً، لذلك لا أمانع أن تمنح هذه الفئات أدواراً لرفع نسب المشاهدة، لكن مع عدم النيل من حق ممثلين قدامى. كما أنك قد تحضر نجماً من الخارج يقوم بتمثيل خمس حلقات، ثم يموت، ولا يوجد من يحل محله. بشكل عام، أعمالنا لا تعرض بالخارج، إذ لا يتم تسويقها بالشكل المطلوب.

أعمال قادمة

•قدمت المئات من الأعمال، ما النقاط التي تقفين عندها، عندما تستعرضين هذه المسيرة.. سلباً أو إيجاباً؟

- ليست هناك أعمال ندمت عليها، ورغم أنني تحسرت كثيراً لأنني ظلمت في المقابل المادي، فإنني سعيدة بالنتيجة. ربما قدمت 90 أو 100 عمل، لديَّ منها 20 عملاً تذكر. وبعد كل هذه السنوات في هذا المجال، فقط في العام الماضي حصلت على بطولة في «عالي المقام». وقلت لهم: الحمد لله أنكم شعرتم وقدرتم. عموماً، السلبيات والإيجابيات موجودة في كل المجالات، ومشكلتي أنني لا أجيد المجاملة أو المهادنة، مثلما يقولون، وعندما تقول لي اقبلي هذا العمل، وأراك في موقع العمل فضلت ممثلين على آخرين؛ فإن هذا يحزنني كثيراً.

•أخبرينا عن الأعمال التي تقومين بتجهيزها!

- لديَّ «بيت القصيد» للفنان عبداالله صالح، وتأليف باسل شعبو، وهي مسرحية وأصبحت مسلسلاً، ولديّ أيضاً «الجذوع» وهو عمل تراثي.