جورج خباز: قلبت المعادلة في «براندو الشرق»

تشرّب الفن منذ طفولته، فوالداه سبقاه في المجال، وقد اعتلى خشبة المسرح المدرسي وعمره 4 سنوات، وهو اليوم واحد من أهم فناني لبنان، إذ يحترف التمثيل، خاصة المسرحي، والتأليف والموسيقى، وقد اختار لنفسه لوناً خاصاً في الفن الناقد والساخر.. إنه الفنان جورج خباز، الذي عرض له، مؤخراً، مسلسل «براندو الشرق» من

تشرّب الفن منذ طفولته، فوالداه سبقاه في المجال، وقد اعتلى خشبة المسرح المدرسي وعمره 4 سنوات، وهو اليوم واحد من أهم فناني لبنان، إذ يحترف التمثيل، خاصة المسرحي، والتأليف والموسيقى، وقد اختار لنفسه لوناً خاصاً في الفن الناقد والساخر.. إنه الفنان جورج خباز، الذي عرض له، مؤخراً، مسلسل «براندو الشرق» من تأليفه وبطولته، إلى جانب النجمة السورية أمل عرفة، والعمل يروي حكاية معاناة فنان يبحث عمن ينتج له مسلسلاً؛ ويقوم بالتردد على المنتجين؛ ليصدم بطلباتهم التي لا علاقة لها بالفن.. «زهرة الخليج» التقت الفنان اللبناني؛ فكان هذا الحوار:

• ماذا تقول عن «براندو الشرق»؟

- هو مسلسل لا يشبه غيره من الأعمال التلفزيونية، في مقاربة الموضوع، والرؤية الإخراجية، إضافة إلى النص والممثلين المشاركين فيه، وعلى رأسهم الفنانة المتميزة أمل عرفة، هذه المبدعة صاحبة التاريخ الطويل في الدراما والكوميديا، وهي التي جمعت هذين اللونين في هذا المسلسل. أنا سعيد جداً برد فعل الجمهور تجاه هذا المسلسل، الذي حقق حضوراً مهماً وسط كم كبير من الأعمال التي تُعرض متزامنة.

• احتفلتم بإطلاق العمل في الإمارات، وسرتم على السجادة الحمراء.. ما فائدة هذه الاحتفالات للأعمال التلفزيونية؟

- في الحقيقة إن الفائدة الأساسية هي لقاء وسائل الإعلام، التي تابعت - منذ اليوم الأول - تفاصيل التصوير، وأردنا أن نلقي بالضوء على هذا العمل بأسلوب مختلف، وأقيم الحفل بعد عرض الحلقتين الأولى والثانية ونجاحهما، فكان بمثابة احتفال وتكريم للمشاركين من قِبَل الشركة المنتجة، التي راهنت على هذه النوعية المختلفة من الأعمال.

خبرات فنية

• اسم العمل مستمد من النجم العالمي مارلون براندو، فلماذا اخترت هذه الشخصية تحديداً، وما الذي تعنيه لك؟

- أولاً: لأنه في تاريخ السينما، يقولون: «ما قبل براندو.. وما بعد براندو»؛ لأنه قام بتغيير مدرسة التمثيل، وأوجد لها نمطاً جديداً في مقاربة الأدوار التمثيلية. ثانياً: شخصية «براندو الشرق» في المسلسل تتشابه - إلى حدٍّ كبير - مع شخصية مارلون براندو الاجتماعية والفنية، وحتى حياته الأسرية وزواجه. فاخترت مارلون براندو؛ لإعجابي الشخصي به، وللجدلية الاجتماعية التي عاشها، والتي عكسناها في المسلسل، حيث استوحينا الكثير من الأحداث التي لها علاقة بصعود السلم درجةً درجةً.. إلى قمة المجد والنجومية.

• المسلسل يسلط الضوء على مشكلات الوسط الفني، وكواليس إنتاج الأعمال.. هل هذا نتيجة معاناة شخصية؟

- لا يوجد نجاح بلا معاناة، لكن المسلسل ليس وليد معاناة، بل وليد تراكم خبرة فنية واجتماعية؛ لأن العمل لا يتكلم حصراً عن كواليس الفن، بل عن كواليس الإنسان، فكلنا نطمح إلى أن ننجح في يوم من الأيام، وطريق البحث عن النجاح هو طريق البحث عن الذات؛ فالمسلسل يقول باختصار: «وأنت تبحث عن نفسك.. احذر أن تضيعها»؛ فلا يجب أن تحقق النجاح على حساب إنسانيتك ومبادئك.

مشروع قادم

• أنت معروف بالمسرح، فكم ارتحت في العمل التلفزيوني؟

- أنا بدأت في التلفزيون، ونجاحي في التلفزيون هو الذي نقلني إلى المسرح، ونقل الجمهور معي إلى الخشبة. واليوم، وبعد غياب طويل عن التلفزيون، بسبب المسرح الذي أخذني واستهلكني، أعود إلى التلفزيون من الباب العريض من خلال هذا العمل، ومع هذه المجموعة الرائعة من الشركاء، بداية من شركة الإنتاج، مروراً بكل النجوم المشاركين، وصولاً إلى المخرج أمين درة.

• ما مشروعك القادم، وهل سيكون أيضاً من تأليفك وبطولتك، أم ستكتفي بجانب واحد منهما؟

- المشروع القادم هو مسلسل «النار بالنار»، وسأشارك فيه ممثلاً فقط، وهو من كتابة رامي كوسا، وإخراج محمد عبدالعزيز، ومن إنتاج شركة الصباح أيضاً، وهو من بطولة النجمين: عابد فهد، وكاريس بشار، ولديَّ أيضاً فيلم في ألمانيا، وتحديداً في مدينة هامبورغ، مع آنا شيغولا، وهي من أهم ممثلات ألمانيا، ومن إخراج أمير فخر الدين، وبمشاركة مجموعة كبيرة من الممثلين العالميين، وأيضاً هناك فيلم لبناني من تأليفي بعنوان «الواوي»، من إخراج أمين درة.

• هذا المسلسل بطولة فنان لبناني وفنانة سورية، للمرة الأولى.. حدثنا عن هذه التوليفة!

- (ضاحكاً).. ولماذا لا تكون هذه التوليفة صحيحة؟! لماذا يجب أن يكون الفنان البطل من سوريا والفنانة من لبنان؟ ما المشكلة لو قلبنا المعادلة؟.. فالمهم أن يكون الأمر مبرراً في العمل المشترك، فلا يمكن إسقاط الشخصيات دون مبرر، وليس التبرير مطلوباً فقط، بل يجب أن يكون مقنعاً ومقدماً بشكل صحيح؛ حتى نستطيع أن نجمع ممثلين من مختلف الجنسيات العربية، تشارك في عمل واحد.