في الآونة الأخيرة، تضاربت الآراء كثيراً حول عشبة الحلتيت، ومدى ضررها أو نفعها. وقد أشارت الدراسات إلى أن عشبة الحلتيت قد تم استخدامها قديماً في الطب البديل؛ لعلاج الكثير من الأمراض، وكان يطلق عليها «العشبة السحرية»؛ لما لها من تأثيرات عظيمة، وفوائد جمة، ورغم ذلك هناك تحذيرات من تناولها بكثرة، ودون استشارة الطبيب، أو أخصائي التغذية، حيث أثبتت الدراسات أن تناول كميات كبيرة منها يسبب أضراراً صحية، مثلها مثل الكثير من الأعشاب، خاصة إذا استخدمت في علاج الأمراض.

ما عشبة الحلتيت؟

تعرف الدكتورة بسمة الهنداوي، أخصائية التغذية، عشبة الحلتيت بأنها عشبة تستخرج من نبتة الكلخ، وتشبه في شكلها شجرة المر، كما أنها تمتاز بزهورها التي تميل إلى اللون الأصفر، وبداخلها مادة بيضاء تسمى الصمغ، تشبه كثيراً شمع العسل، كما يطلق على هذه العشبة العديد من الأسماء، منها: «أبوكبير، العفنة، الكلخ، أنجدان، الخلية، والصمغ». 

وتشير أخصائية التغذية إلى أن المواطن الأصلية لزراعة عشبة الحلتيت، هي: أفغانستان، إيران، كشمير، وباكستان. وتتميز هذه العشبة برائحتها الكريهة، التي تشبه رائحة الثوم الفاسد أو الكراث أو البصل الفاسد، نظراً لاحتوائها على كمية كبيرة من الكبريت، ومع الطهي تختفي هذه الرائحة.

وتلفت الهنداوي النظر إلى أن عشبة الحلتيت توجد في شكلين، الأول: مسحوق الحلتيت ذو اللون الأصفر، وغالباً يستخدم في المطبخ الهندي؛ حيث يمنح الطعام مذاقاً لاذعاً وقوياً، وأيضا يستخدم كمادة حافظة للمخللات. الثاني: النوع الصخري، الذي يمتاز باللون الذهبي الداكن، ويستخدم في الأغراض العلاجية.

فوائد

تمتاز عشبة الحلتيت بقيمة غذائية عالية، إذ تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، منها: الفلافونيدات، والتانينات، والكورامين، ومحتوى جيد من الحديد، حيث تمد كل 100 غرام منها الجسم بـ35 ملغم من الحديد، أي 67% من الكربوهيدرات، و4% من البروتين، و4% من الألياف، ونسبة عالية من المعادن والكاروتين والنياسين والريبوفلافين.

وتصنف عشبة الحلتيت، نظراً لفوائدها الجمة، بأنها من أفضل الأعشاب التي تساهم في علاج جرثومة المعدة، حيث تعمل على قتل البكتيريا الضارة في الأمعاء، وتزيد عدد النافعة، وتقلل حالات الصداع النصفي، كما تعالج مشاكل القولون العصبي، والانتفاخ، والمشاكل الهضمية، وأيضاً تساعد في تقوية الأعصاب، وتساهم في علاج مرض الزهايمر، كما توصف لعلاج تساقط الشعر، وحب الشباب، وتساعد مريض الكبد في التعافي، وتعالج أيضاً الالتهاب الرئوي وحالات الربو، وذلك عن طريق استخدامها للدهان كزيت دافئ، وهي أيضاً علاج فعال لمرضى ارتفاع سكر الدم، كما أظهرت نتائج دراسات علمية مساهمتها الفعالة في علاج طنين الأذن، والشفاء من داء النقرس، حيث تساهم في التخلص من حمض اليوريك خارج الجسم.

أضرار

وتنبه أخصائية التغذية إلى بعض الأضرار والآثار الجانبية، التي قد يسببها تناول كمية كبيرة من عشبة الحلتيت، منها: الطفح الجلدي، والاحمرار، والإسهال، وتورم الشفاه، وربما تسبب الإجهاض للحامل، كما أنها تضر المرضع، حيث تقلل كمية حليب الأم، وتسبب هبوطاً وانخفاضاً حاداً في مستوى السكر بالدم؛ لذلك من الضروري استشارة مختص قبل تناول العشبة؛ لتحديد الجرعة المناسبة.

وصفات  مفيدة

- يمكن استخدام عشبة الحلتيت في الطبخ كبديل عن البصل والثوم، حيث يتم وضعها مع الزيت، ومن ثم تستخدم في الطهي، وهي حل مثالي لمن يعانون مشاكل القولون.

- ويمكن استخدام الحلتيت على البشرة والوجه عن طريق غلي كمية منها في الماء، ثم تصفيتها، وإضافتها إلى ماء الورد، وتستخدم على مواضع البثور وحب الشباب.

- ولاستخدام الحلتيت على الشعر، يمكن مزج العشبة بعد طهيها في كمية من الماء المغلي مع الزبادي، ومن ثم توضع على الشعر، وبعد ذلك يغسل؛ للحصول على شعر ناعم ولامع وصحي.