المواهب تستشرف المستقبل

رعاية الموهوبين وتهيئة البيئة المناسبة للمبدعين والمبتكرين والمفكرين، كان ومازال من أولويات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال رعاية الطفل، ونجحت في تأسيس منظومة متكاملة من القوانين المرتبطة بحمايته، وتوفير الأدوات التي تمكنه من الإبداع والابتكار ليساهم في صنع مستقبل

رعاية الموهوبين وتهيئة البيئة المناسبة للمبدعين والمبتكرين والمفكرين، كان ومازال من أولويات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال رعاية الطفل، ونجحت في تأسيس منظومة متكاملة من القوانين المرتبطة بحمايته، وتوفير الأدوات التي تمكنه من الإبداع والابتكار ليساهم في صنع مستقبل وطن بات لا يعترف بالمستحيل. والابتكارات مهما كانت بسيطة هي في النهاية نواة تقدم لنا في المستقبل مخترعاً أو عالماً تفخر به عائلته، ويكون عضواً نافعاً في مجتمعه. وفي يوم 15 مارس من كل عام تحتفي دولة الإمارات بـ «يوم الطفل الإماراتي» الذي تحول إلى مناسبة وطنية سنوية للتوعية بحقوق الطفل وضمانها، والاحتفاء به وتكريمه لاسيما وأن الأطفال هم شباب المستقبل وحماة الوطن، وبهذه المناسبة التقت «زهرة الخليج» بشريحة من الأطفال المبتكرين ليضيئوا على ابتكاراتهم وأحلامهم:

النظارة الذكية وجهاز فيتامين D3

يقول سلطان خالد سلطان الشامسي الطالب بالصف الرابع بمدرسة العين الأميركية الخاصة: وجدت الدعم والتشجيع من والدتي، وخالتي وجدي فضلا عن المعلمين بالمدرسة، والأستاذ محمد بشير، وجمعية المخترعين الإماراتية، وبدأت باختراع «النظارة الذكية» وهي نظارة تساعد كبار السن وضعاف النظر، مزودة بجهاز يستطيع قراءة الباركود الموجود على النقود، أو على السلع الاستهلاكية وغيرها، كما أنها مزودة بحساسات تساعدهم على الابتعاد عن أي جسم غريب قد يعوقهم في الحركة خلال المشي.

وعن الوقت الذي استغرقه لإتمام اختراع النظارة الذكية يقول سلطان: استغرقت شهراً كاملا لاستكمل ابتكار النظارة الذكية، وقد ساعدتني والدتي وجدي كثيراً في تطوير الفكرة، وحصلت أيضاً على تكريم من جمعية المبتكرين الإماراتية، وفزت أيضاً من الاتحاد الدولي للتنمية المستدامة بالمركز الثالث عن فئة المشروع الرقمي المتميز، في جائزة الإبداع الرقمي على مستوى الوطن العربي.

وعن الاختراعات الأخرى يقول المبتكر سلطان: ابتكرت جهازاً مزوداً بخلايا شمسية يصدر أشعة فوق بنفسجية يقوم جسم الإنسان بامتصاصها لتحويلها إلى فيتامين D3.

ويهدف جهاز فيتامين D3 بحسب سلطان إلى الاستغناء عن استخدام العقاقير الطبية لاكتساب الفيتامين، لكن ذلك سيحدث مع الوقاية من الأضرار التي تلحق بالجسم عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ويتميز الجهاز بأنه آمن على الرضع وكبار السن، كما أنه صديق للبيئة لأنه يعمل بالطاقة الشمسية، وقد حصلت أيضاً على تكريم على هذا الجهاز من جمعية أصدقاء البيئة.

وعن أحلام المبتكر سلطان يقول: أتمنى أن أستمر في تطوير ابتكاراتي وأعمل في مجال الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وأصبح عالم فضاء أو مبتكراً عالمياً وأرفع علم الإمارات على مختلف المحافل الدولية.

قارئ الألوان والشاطئ المستدام

نشأت الطالبة الإماراتية المبتكرة سارة محمد الحفيتي في كنف أسرة تهتم بالعلم والتعلم، وتسارع إلى دعم وتشجيع أبنائها على خلق روح إبداعية متميزة، ولا تبخل عليهم بالوقت والجهد والمال، وهي الآن في الصف السابع في مدرسة الفجيرة للبنات حلقة 2، وهي أيضاً عضوة في مجلس الطفل التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية وتخرجت من برنامج المبرمج الإماراتي بامتياز، كما أنها عضوة في مجلس «نحن نستعد للخمسين»، وفي مجلس الشباب للقيادة والابتكار، بالإضافة إلى جمعية المخترعين الإماراتية، وفي مبادرة «الأبطال الرقميون». وتقول سارة عن ابتكاراتها ومن ساعدها وشجعها لتحقيق إنجازاتها في هذه السن المبكرة: لدي شغف كبير باستكشاف العالم من حولي، وكان ذلك الشغف هو الحافز لي كي أتميز في العديد من المجالات إلى جانب مجال الابتكار ومنها إلقاء الشعر والقراءة والرسم. وتضيف: قمت باختراع مشروع «قارئ الألوان»، وقد حصدت المركز الأول بجائزة الإبداع الرقمي على مستوى الوطن العربي، وأنجزت فكرة عن «غسيل اليدين لمدة 20 ثانية لتجنب فيروس كورونا»، وحصدت عدة جوائز، منها المركز الأول في مخيم هيئة الاتصالات الافتراضي للابتكار الشتوي، والمركز الثالث في مسابقة أفضل ابتكار داعم لأصحاب الهمم بمعرض المواهب 2021، والمركز الثالث بمعرض العباقرة فضلا عن حصولي على لقب «أنت استثنائي» التابع للمؤتمر العلمي الدولي للابتكار. وتتابع: قدمت أيضاً مشروع الشاطئ المستدام بهدف خدمة مجال البيئة المستدامة وتحقيق مبدأ الاستدامة في الشواطئ بتحويل طاقة الأمواج إلى طاقة كهربائية تستخدم فيما بعد لإنارة المصابيح على الشواطئ وأجهزة الإنذار في حال تعدي ارتفاع الأمواج الحد المسموح.  وتشير إلى أنها التحقت ببرامج المبرمج الإماراتي وتخرجت بامتياز في كل مراحله، موضحة أن الذي ساعدها على الإبحار في مجال البرمجة الهدايا التي كانت تقدمها لها والدتها من حقائب إلكترونيه وروبوتات مثل (اديسون، الاوزوبت، كوزمو) وغيرها.  وتقول سارة: أنا فخورة جداً بالدعم الذي أحصل عليه من وطني الإمارات، لاسيما وقد تم اختياري كأصغر متدرب في «مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار» في مختبر فاب لاب، وأتمنى أن أصبح مبرمجة روبوتات في المستقبل حتى أكون مثالا يحتذى به في عالم الذكاء الاصطناعي عالمياً.