ترتدي البيئة الشامية حلّة القرن الماضي، وتعود إلى المشاهدين بحاراتها العريقة وبيوتها العتيقة وعبق ياسمينها ونقاء قيمها وأصالة عاداتها، ضمن أحداث درامية شيقة تدور وقائعها في مدينة دمشق عام 1900، في مسلسل "مربى العز"، الذي يروي قصص ثلاث حارات، هي: الورد، المشرقية، والعسلية. ولكل حارة زعيم، وأحداث مشوقة مليئة بالإثارة.
الخيانات والغدر والجرائم والقهر، إلى جانب قصص الحب والوفاء والشهامة، وغيرها من القيم، تلوّن الأحداث، وتضفي عليها طابعاً من الأصالة ضمن قالب درامي مليء بالتشويق والإثارة.

 

 

ومسلسل "مربى العز" من تأليف علي معين صالح، وإخراج رشا شربتجي، وبطولة: محمود نصر، عباس النوري، أمل عرفة، سوزان نجم الدين، خالد القيش، نادين تحسين بك، فادي صبيح، كرم شعراني، فايز قزق، أسامه الروماني، نادين خوري، سوزانا الوز، جرجس جبارة، حسن خليل، أنس شربك، وإبراهيم شيخ، وآخرين.
ويشير الفنان عباس النوري، في تصريحات صحافية، إلى اختلاف مسلسل "مربى العز" عن معظم أعمال البيئة الشامية التي سبق له أن شارك فيها أو قرأها، ويوضح: "الاختلاف ينبع من حيث الطبيعة السردية التي يطرحها المسلسل لحكايا تدور أحداثها في زمن معين داخل الشام. والغاية من تلك الحكايا هي إبراز مجموعة من القيَم الروحية التي يحتاجها الإنسان في كل زمان ومكان على غرار الصدق والأمانة والشرف، وغيرها من الصفات النبيلة التي تُبنى عليها شخصية الإنسان العربي في مجتمعاتنا الشرقية عموماً. وتختزل الشام في بعض حكاياها تلك القيم، لذا سيكون (مربى العز) بمثابة عمل مختلف جداً وقريب من القلب".

 

 

وحول تعاونه مع المخرجة رشا شربتجي، يقول النوري: "السحر لا يكمن فقط في كاميرا رشا شربتجي، بل في كيمياء أفكارها، فقد استفادت من كل تجاربها السابقة وسخرتها في هذا العمل الصعب فعلاً، فصناعة دراما البيئة الشامية هي صناعة صعبة، وقد تصدّت المخرجة رشا شربتجي لهذه المهمة بكفاءة عالية في إدارة حكايا متنوعة تهدف إلى إبراز القيم الراقية في البيئة الشامية، في موازاة تسليطها الضوء على مشهدية الشام العتيقة بأدق تفاصيلها".

 

 

وتتطرق أمل عرفة إلى الدور الذي تلعبه في المسلسل، فتقول: "أقدم شخصية ملكة، وهي شخصية بسيطة جداً ولكنها في الوقت نفسه تتمتع بذكاء فطري حاد. قد تدفعها بساطتها أحياناً لقول ما قد يتسبب بأزمات، ولكن بحنكتها وذكائها الفطري تتمكن من تحويل تلك المشكلات إلى حلول، وهي شخصية يندر أن نراها في تلك الحقبة الزمنية أو حتى في أيامنا هذه، فمزيج البساطة مع الذكاء في موازاة القوة الكامنة هو عملة نادرة، ولا أعتقد أن نموذجاً من هذا النوع سبق تقديمه في أعمال البيئة الشامية".
بدورها، تقول سوزان نجم الدين، عن دورها في المسلسل: "الأعمال التي تجذبني هي الأعمال المختلفة التي تقدم ما هو جديد، تلك الأعمال التي تتكامل فيها عناصر النجاح، وقد أحببت أن أكون جزءاً من هذا العمل الجميل كونه يجمع كل تلك العناصر معاً. ألعب في المسلسل شخصية جواهر، التي تمثّل الشر بحد ذاته، وإن كانت لم تولد شريرة بالمطلق، ولكن التنمر الذي تعرضت له في حياتها ولّد لديها هذا الشر النابع على ما يبدو من الرغبة في الانتقام. فهي باختصار محرّك للشر ضمن مجريات الأحداث، ولعلّ مشكلتها الكبرى تكمن في أنها غير قادرة على التسامح".