أعلن علماء آثار عن اكتشاف أقدم مدينة في العالم لصيد اللؤلؤ.

وحدد فريق البحث الأثري موقع المدينة، التي تقع في جزيرة السينية المواجهة لإمارة أم القيوين شمال دولة الإمارات العربية المتحدة، نسبة لقطع أثرية مكتشفة كانت على الأغلب موطناً لآلاف الأشخاص ومئات المنازل يوماً ما.

ويعتقد فريق البحث أن المنطقة المكتشفة تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، وتحديداً أواخر القرن السادس الميلادي، بحسب الأستاذ المشارك وعالم الآثار في جامعة الإمارات تيموثي باور، الذي اعتبر أن هذا النوع من مدن صيد اللؤلؤ، هو التاريخ الروحي لمدن توجد على امتداد الخليج العربي مثل دبي.

وعثر فريق البحث الأثري على مجموعة من المنازل المشيدة بواسطة صخور الشواطئ والجير، كما اكتشفوا فيها لآلئ سائبة، وأوزاناً كان الغواصون قديماً يستخدمونها في النزول إلى قاع البحر بأدوات بدائية لصيد اللؤلؤ.

واكتشف فريق البحث الأثري في جزيرة السينية ديراً مسيحياً أثرياً، يعود تاريخه إلى 1400 عام، وعلامات على عيش السكان فيها، خلافاً لمناطق كان يكثر بها صيد اللؤلؤ، ويطلق على جزيرة السينية التابعة لإمارة أم القيوين التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا شمال شرقي دبي على طول ساحل الخليج، "مدينة الأضواء الساطعة"، بسبب تأثير أشعة الشمس فوقها.

وقبل اكتشاف النفط في دولة الإمارات، وما رافقه من تطورات تكنولوجية وعمرانية، كانت تجارة اللؤلؤ هي التجارة الأكبر في الدولة والمصدر الرئيسي لدخل الإمارات، وكانت تعتمد بشكل أساسي على خبرات البحارة الإماراتيين، وقدراتهم على الغوص في أعماق البحر لصيد المحار واستخراج اللؤلؤ في الإمارات، وبيعه للدول الأخرى، خاصة الأوروبية.

ويعد اللؤلؤ أحد الأحجار الكريمة التي تتشكل داخل بعض أنواع أصداف الرخويات والمحار، وله العديد من المسميات، مثل: الدانا والبدلة والفص، وغيرها. بدأ صيد اللؤلؤ في الإمارات بالقرن العشرين، واعتمد أهل الإمارات على استخراج اللؤلؤ اعتماداً أساسياً آنذاك، حيث كان هنالك حوالي 300 مركب شراعي، وحوالي 7,000 من البحارة في الإمارات يشرعون في رحلات لمدة أربعة أشهر من السنة، مواجهين المخاطر تحت أشعة الشمس الحارقة بحثاً عن المحار لاستخراج اللؤلؤ، إذ كان الغوص على اللؤلؤ في الإمارات قديماً أمراً صعباً للغاية.