وسط السباق الدرامي المحتدم في شهر رمضان المبارك، الذي يُقدم فيه كمٌّ كبير من الأعمال الدرامية من مختلف الدول العربية، برز مسلسل "خريف عُمر" الذي تعرضه قناة أبوظبي بشكل كبير، واستطاع شد الجمهور إليه منذ أولى حلقاته، خاصة مع الصورة البصرية المذهلة التي قدمها المخرج المثنى صبّح، وتسلسل الأحداث بشكل هادئ ومنطقي مليء بالغموض والأسرار التي تجذب المشاهد لمتابعة كل الحلقات، لاكتشافها ومعرفة تفاصيلها وحقيقتها.

واستطاع أبطال العمل نيل الثناء الكبير من قبل جمهور "السوشيال ميديا"، فظهر كل واحدٍ منهم كأنه بشخصيته الحقيقية، فكان سلوم حداد أو "المحامي عُمر الدالي" مقنعاً بكل التفاصيل التي قدمها، كرجل قانون تجبره ظروف الحياة على التخلي عن كل ما عمل به طوال عمره، وبدء الالتفاف على ذلك القانون الذي دافع عنه لسنوات طويلة في حياته.

فيما صدق الجمهور باسم ياخور المحقق بكل تفاصيله، وظهر كأنه عمل بهذا المجال سنين طويلة، بينما كان معتصم النهار إعلامياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأقنع الجميع بأنه ممارس لهذه المهنة وحتى كأنه يحمل شهادة في الصحافة والإعلام.

ولا يمكن غض الطرف إطلاقاً عن الدور المميز الذي يقدمه عبدالمنعم عمايري، والذي لا يشكك أحدٌ بموهبته وقدراته وكذلك كارمن لبس وقمر خلف، وغيرهم من أبطال المسلسل.

وأقر الجمهور، عبر سلسلة من التغريدات المتواصلة المادحة، بأن الصدق في الأداء، والقدرة الكبيرة على الإقناع كانا أهم أسباب نجاحه في حلقاته الأولى، وهم الذين أشادوا بأداء نجومه واحداً واحداً، وعبّر كل منهم عن ذلك، وفق رؤيته ومنظوره.

ومع الجرائم المتسلسلة التي بدأت فعلاً في المسلسل، بوجود محقق عبقري، وصحافي مهووس بعمله يبحث كلاهما عن الحقيقة، تبدأ شرارة الألغاز المعقدة بالظهور أمام الجمهور، وتمنعه من لفت انتباهه عن الأحداث لحظة واحدة، متسائلين: لماذا تحدث هذا الجرائم، ولماذا يُقتل هؤلاء الناس؟

ووصف بعض المغردين وجود المخرج المثنى صبح بأنه أكبر دليل على أن المشاهد أمام عمل يحترم العين والعقل في آنٍ، مؤكدين أن المسلسل سيشكل استثناءً يذكره الجمهور كل موسم.

فيما قال آخرون إن الصورة بالمسلسل تتكلم وحدها، حاثين الجمهور على عدم تفويت هذا العرض الذي برع بسرد حكاياته بطرق مختلفة وجديدة.

ولم يفت عدد كبير من المشاهدين الإشادة بالقدرة غير الاعتيادية لسلوم حداد، وباسم ياخور تحديداً بتحييد المشاهدين عن دوريهما اللذين يقدمانهما معاً في "العربجي"، و"خريف عُمر"، وزرع شعور حقيقي بأنهما ليسا نفسيهما في كلا العملين، فلا يخلط الجمهور بين شخصية كل منهما في هذا العمل أو ذاك، رغم أنهما يجتمعان معاً في دوري البطولة في كلتا القصتين.