تكثر أنواع مرض الرهاب وتتنوع بشكل كبير، فمنه ما هو نادر، وآخر شائع، وبعضها يمكن التعايش معه إلى حد ما، فيما تكون أنواع معينة من هذا المرض مدمرة لأصحابها، وتصعّب عليهم حياتهم بشكل لا يطاق.

ويعد رهاب اللمس واحداً من أصعب أنواع الرهاب، ورغم ندرته الكبيرة، فإنه قد يدمر حياة المصاب به بشكل كامل، إذ إنه يتمثل بالخوف من اللمس، وهنالك عدة أنواع لهذا المرض، فبعض الأشخاص يخشون أن يلمسهم أي إنسان، وآخرون يصيبهم هذا الرهاب من الجنس الآخر فقط.

وتتفاوت أعراض هذا المرض بين شخص وآخر، فبعض المصابين يقدرون على بناء ثقة كافية تمكنهم من التغلب على ردود أفعالهم غير الاعتيادية ولا المنطقية عند لمس الآخرين لهم، لكن هذا الأعراض مختلفة تماماً عند آخرين، وقد يسبب لهم اللمس خوفاً شديداً، وربما الهروب الفوري من المكان، وقد يقترن اللمس كذلك بنوبات البكاء، والارتعاش والتعرق وزيادة معدل دقات القلب.

وتتطور هذه الأعراض في حالات أعمق، إذ أن البعض يبدون خوفهم وقلقهم الشديدين من مجرد التفكير بقيام الآخرين بلمسهم، وربما يصابون بنوباتٍ من الهلع.

تدمير الحياة:

بسبب الخوف الشديد من اللمس، فإن أغلب المصابين بهذا الاضطراب يتجنبون الذهاب إلى الأماكن التي قد يكونون فيها عرضة للمس من قبل الآخرين، وبالتالي فإنه نادراً ما يوجدون في الأماكن العامة، ويفضلون الانعزال غالباً، أو الوجود مع أشخاص محددين يعرفون حالتهم ويثقون بهم.

حتى إن نسبة من المصابين بالرهاب يتجنبون أي شخص قد يبدي مشاعر تجاههم تحسباً للمسه لهم مستقبلاً، لكن بعضهم يبني علاقات عاطفية لكنها غير مكتملة، فهو عاجز دائماً عن التواصل الجسدي بكل أشكاله، سواء كان مصافحة أو عناقاً أو أي شكل آخر.

يصيب هذا المرض الكبار والصغار على حد سواء، لكن الأطفال قد يتقبلون لمس والديهم لهم، دون أن يقبلوا الأمر من غيرهم على الإطلاق.

أسباب الرهاب:

لا توجد أسباب محددة للإصابة برهاب اللمس، لكن بعض الأشخاص يصابون به نتيجة حرصهم الزائد عن الحد الطبيعي من انتقال العدوى والإصابة بالأمراض، فيعمدون لعدم لمس أي شخص آخر خوفاً من انتقال الفيروسات والجراثيم لهم.

وقد يكون الأمر وراثياً بأن ينشأ الطفل في ظل عائلة يعاني أحد أفرادها هذا الرهاب، ويتعلمه الطفل ويختزن في عقله أن اللمس أمر خطر، فيصاب بهذا الاضطراب.

ويعد ضحايا الاعتداء الجنسي أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا الرهاب، بسبب تجاربهم السابقة التي مروا بها، ولهذا السبب تشير الدراسات إلى أن النساء معرضات للإصابة بهذا المرض بنسبة أكبر مرتين من الرجال.

العلاج:

توجد عدة طرق أثبتت نجاحها في علاج هذا المرض، وأغلبها نفسية سلوكية كالتدرج بالأمر، ويلجأ بعض الأطباء للعلاج بالصدمة، على أن تكون هذه الصدمة ضمن بيئة آمنة، وأن يكون المريض تحت السيطرة تماماً.

ويلجأ بعض الأطباء في حالات نادرة لاستخدام أدوية الاكتئاب والقلق، لعلاج المصابين بهذا المرض، ولكن يبقى العلاج السلوكي والاجتماعي والنفسي هو الأكثر فاعلية مع معظم الحالات التي شفيت تماماً من الخوف من ملامسة الآخرين.