يعاني الكثير من الناس، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، اضطرابات في الجهاز الهضمي، نظراً للصيام لساعات طويلة، ومن ثم الإفطار على المزيد من الطعام، وتناول الكثير من الحلوى دفعة واحدة، ويسود اعتقاد خاطئ أن الصيام هو سبب آلام البطن، لكن الواقع هو أن كميات الطعام التي يتناولها البعض ونوعيتها بعد الإفطار مباشرة قد تكون هي السبب، كذلك قد يحدث اضطراب الطعام لسبب نفسي، مثل أن يكون لدى بعض الأشخاص نهم للطعام أو فقدان للشهية. في حوارنا مع زهور إبراهيم، أخصائية التغذية العلاجية، توضح الأخيرة معنى اضطراب الطعام وأسبابه والعلاج المناسب له.

  • زهور إبراهيم

- ماذا يعني اضطراب الطعام؟

تشير اضطرابات الطعام إلى وجود خلل خطير في سلوكيات الأكل تكون لها سمات بدنية، بما في ذلك: محدودية الطعام الشديدة، أو النهم للطعام، أو القيء، أو فرط التمرين. وتتسم الحالة بالهوس بالطعام أو بوزن الجسم أو شكله، وتتطلب اضطرابات الأكل تدخل الطبيب المختص والطبيب النفسي معاً لتغيير مسارها، لأنها تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل: سوء التغذية، والإضرار بأجهزة الجسم.

- ما أنواع اضطرابات الطعام؟

هناك 3 أنواع من اضطراب الطعام، هي: النوع الأول هو  فقدان الشهية العصبي، إذ يؤدي الخوف من اكتساب أو زيادة الوزن إلى التوقف عن تناول الطعام حتى لو كان المصاب يعاني الهزال الشديد، ما يهدد بإصابته بسوء التغذية.  أما النوع الثاني من اضطراب الطعام، فهو النُّهام العصبي (الشره المرضي العصبي)، أي تناول الطعام بشكل مفرط وبكمية هائلة في فترة زمنية قصيرة، يليها شعور كبير بالندم والذنب ومحاولة للتعويض عما تم تناوله والتخلص من الطعام الملتهم عن طريق التقيّؤ الإرادي أو الصيام الطويل، أو تناول الملينات والانغماس في نشاط بدني مكثف، لحرق السعرات الحرارية الزائدة.

النوع الثالث هو  اضطراب نهم الطعام، ويعني تناول كميات كبيرة من الطعام حتى التخمة ومن دون وعي، يليه شعور بالذنب والندم، لكن لا يقدم المصاب على أي سلوكيات من شأنها التخلص من الطعام بشكل قسري، كما يحصل لدى المصاب بالشره المرضي العصبي.

- ما مضاعفات اضطرابات الطعام؟

تؤدي الإصابة باضطراب الطعام إلى معاناة الإصابة بسوء التغذية ونقص نسبة المعادن والفيتامينات في الجسم، وعدم انتظام ضربات القلب، وارتجاع المريء، ومشاكل الجهاز الهضمي، وانخفاض ضغط الدم، وهشاشة العظام وتلف الأسنان، بالإضافة إلى الجفاف الشديد والإمساك، وتوقف الدورة الشهرية (انقطاع الطمث) عند النساء.

- ما الأطعمة التي تتسبب في حدوث اضطراب الأكل؟

الاعتماد على تناول الوجبات السريعة في النظام الغذائي اليومي يزيد خطر اضطرابات نهم الطعام عند الأطفال والبالغين، ويساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ومتنوع على الحماية من السلوك المفرط تجاه بعض الأغذية. ويمكن القول بأن الحرمان يزيد الشراهة في الأكل، لذلك يعتبر إدخال الوجبات بشكل مبكر في اليوم وعند الإحساس بالجوع مع عدم البقاء لفترات طويلة من دون أكل، خطوة مهمة في التقليل من الشراهة.

- هل الأطفال عرضة أيضاً للتعرض لاضطراب الطعام؟

تصيب اضطرابات الأكل جميع الأفراد بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم، ويعتبر المراهقون أكثر تأثراً بهذه المشكلة، إذ أظهرت الدراسات أنها تؤثر في 13% من الشباب دون سن 20 عامًا.

- كيف تكون الوقاية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك؟

في ما يتعلق بفقدان الشهية العصابي، من الأفضل اتباع النصائح الآتية:

- عدم اتباع حميات غذائية أو اعتبار صوم رمضان نوعًا من الحميات لخفض الوزن.

- يفضل عدم ممارسة أنشطة رياضية قاسية، والاعتماد على الرياضات الخفيفة.

-  تناول الطعام مع الأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار.

- تناول الأطعمة الغنية بالمعادن كالبوتاسيوم والألياف والبروتين والدهون الصحية.

- شرب 8-10 أكواب على الأقلّ من الماء بين وجبتي الإفطار والسّحور لمنع الجفاف.

- ماذا عن الإرشادات المرتبطة بمرضى النهام العصبي خلال الصيام؟

من المهم جداً للمصابين باضطراب النهام العصبي التنويع في الأغذية مع وجبات منتظمة خلال الفترة الزمنية ما بين الفطور والسحور، للسيطرة على الكمية التي يتم تناولها، أيضاً تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، وممارسة النشاط الرياضي بانتظام، بالإضافة إلى تقليل تناول الحلويات، وتحضيرها بطريقة صحية.

- كيف يكون الغذاء الصحي خلال الشهر الكريم؟

للصيام فوائد عديدة، لكن علينا الحرص على تناول أطعمة مليئة بالعناصر المفيدة عند الإفطار والسحور، إذ يُعتبر الشهر الكريم فترة مناسبة لممارسة الرياضة، والحفاظ على الوزن من خلال اتباع النصائح التي ستساعد على خفض مستوى ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، والسكر.

لذلك من المهم جداً تجنب تناول كميات كبيرة من عصير الفاكهة الطبيعي والمحلى، والأفضل تناول فاكهة طازجة حيث تعتبر غنية بالألياف. وأيضاً الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، خاصة اللحوم الغنية بالشحوم، ومن الأفضل الابتعاد عن القلي، واستخدام طرق أخرى في الطهو، مثل: الطهو على البخار، أو في الفرن.

وأخيراً من الضروري تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح، مثل: النقانق، واللحوم المُصنعة والمملحة والأطعمة السريعة، والأجبان المالحة، والأنواع المختلفة من المقرمشات الجاهزة، والشوربات. ويمكن استخدام أعشاب مختلفة، لتحسين نكهة الأطعمة.