تكثر الأسئلة كل عام عند حلول شهر رمضان الفضيل، حول قدرة الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة على الصيام بصورة اعتيادية.

ودائماً تكون الإجابة المثلى لهؤلاء المرضى الراغبين بالصيام، هي مدى قدرتهم على تحمل ساعات الصيام الطويلة بما فيها من جوع وعطش، خاصة أن هؤلاء عليهم تناول أدويتهم بمواعيدها الصحيحة والدقيقة للحفاظ على صحتهم، كما أن استشارة الطبيب المختص والمتابع للحالة المرضية هي أفضل حل لمعرفة قدرة هؤلاء على الصيام.

ودائماً ما يشكل الصيام والانقطاع على تناول الأدوية للمصابين بأمراض القلب والسكري، مشكلة صحية، في ظل حاجتهم لأن يتناولوا أدويتهم بانتظام، خاصة مرضى قصور القلب وضعف عضلة القلب فهم يحتاجون بصورة دائمة إلى العلاج، ويتسبب لهم الصيام بالتعب الشديد، حيث يصابون عادة بضيق التنفس والوهن والسوائل الزائدة، فيما يؤدي عدم ضبط مستوى السكر عند المصابين بالسكري، إلى مشكلة أساسية في ظل تقلب مستوى السكر صعوداً أو هبوطاً، وهو ما يعني استحالة الصيام والبقاء دون طعام وشراب ودواء لساعات طويلة.

وبعد استشارة الطبيب والتأكد من قدرة الجسم على تحمل مشقة الصيام، يمكن للمرضى أن يصوموا، بشرط أن يتبعوا نظام الصيام الآمن الذي يعني في أول مفاهيمه، الإفطار فوراً في حال تعرض الجسم لنوبة من المرض.

ويمكن للمصابين بأمراض القلب وضغط الدم الصيام، بشرط عدم الإفراط في تناول الطعام في وقت الإفطار، وعدم شرب السوائل الزائدة عن الحاجة، وتجنب الأطعمة المالحة، وضبط استخدام الأدوية بما يتناسب مع ساعات الصيام بالاتفاق مع الطبيب المختص والمتابع للحالة المرضية.

ويشترط على المصابين بمرض السكري، حتى يستطيعوا الصيام، المحافظة على مستوى سكر منضبط في أجسامهم، حتى إن الصيام بالنسبة لهم أنفع صحياً، علماً بأن المصابين بالنوعين الأول والثاني من السكري لا يستطيعون ضبط مستوى السكر في الدم، لذا ينصح بأن يتوقفوا عن الصيام، والقادرون على التحكم بمستوى سكر منضبط في أجسامهم ويستطيعون الصيام، عليهم الإفطار فوراً في حالة إصابتهم بوعكة صحية مهما كانت خفيفة.