تعد لوحة "العشاء الأخير" واحدة من أشهر اللوحات في تاريخ الفن التشكيلي.
وهي لوحة جدارية للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، الذي رسمها خلال الفترة من 1495 حتى 1498.
وتمثل اللوحة مشهد العشاء الأخير للمسيح عيسى عليه السلام مع الرسل الاثني عشر، وبالتحديد في اللحظة التي أعلن فيها يسوع أن أحد رسله سيخونه.
ونظرًا للأساليب المستخدمة في ترميم اللوحة خلال العصور السابقة، ومجموعة متنوعة من العوامل البيئية، والأضرار المتعمدة، لم يتبق سوى أجزاء بسيطة من اللوحة الأصلية حتى اليوم على الرغم من محاولات الترميم العديدة، التي كانت آخرها في عام 1999.
ويبلغ حجم لوحة "العشاء الأخير" 4.6 أمتار × 8.8 أمتار، وتغطي أحد جدران قاعة الطعام في دير "سانتا ماريا ديلي جراتسي" في مدينة ميلانو بإيطاليا، على الرغم من أن الغرفة لم تكن قاعة طعام في وقت رسم ليوناردو دافنشي للوحة.
وانشغل دافنشي برسم لوحة "العشاء الأخير" لمدة 3 سنوات، لكنه لم يعمل عليها بشكل مستمر، وتشير وثيقة مؤرخة عام 1497 إلى أن اللوحة قد اكتملت تقريبًا في ذلك التاريخ.
وتقول إحدى القصص إن أحد المسؤولين في الدير اشتكى من تأخير ليوناردو دافنشي في إنهاء اللوحة، ما أغضب الأخير الذي كتب رسالة إلى رئيس الدير، أوضح فيها أنه كان يكافح للعثور على الوجه الشرير المثالي ليهوذا، وأنه إذا لم يجد وجهًا يتوافق مع ما يدور في ذهنه، فسيستخدم ملامح الشخص الذي اشتكاه.
عانت اللوحة عوامل بيئية وظروفاً عدة أدت إلى ظهورها بشكل باهت في السبعينيات، لتبدأ عملية ترميمها سنة 1978.
واستمرت عملية الترميم لمدة 21 سنة، وعند الانتهاء منها سنة 1999، والكشف عن "العشاء الأخير" للجمهور، واجه المرممون عدة انتقادات، بسبب تغير بعض الألوان ودرجاتها، إلى جانب تعديل ملامح بعض الأشخاص في اللوحة.
ويحتاج الجمهور المحب للفن التشكيلي إلى الحجز المسبق قبل رؤية لوحة "العشاء الأخير" في مدينة ميلانو، على ألا تتجاوز فترة زيارتهم للمكان وبقائهم أمامها 15 دقيقة فقط.