كانت جلنار تندباييفا المؤسسة الشريكة لبوتيك حاصل على جوائز في مجال الإبداع، والتسويق، والعلاقات العامة، والإنتاج، في آسيا الوسطى، وانتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة؛ لاستكشاف الجانب الإبداعي بداخلها، فعملت كوثائقية مستقلة في قطاع الفن (متحف اللوفر أبوظبي، ومهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، ومشاريع مماثلة)، ومستشارة تسويق للشركات المحلية؛ حتى اكتشفت أنه فاتها العمل على «شيء كبير». أما جوليا سوخانوفا، فكانت صاحبة مكتب تصميم ناجح في إيطاليا، وهو مشروع رائد لسلاسل الفنادق والمطاعم والأفراد، وقبل حوالي 7 سنوات افتتحت المكتب الثاني في دبي، وكانت هذه بداية التطوير الذاتي والبحث. التقت السيدتان على مشروعهما الحلم، وأسستا علامة «Nature Hedonist»، التي تقوم على ركائز المسؤولية البيئية والوعي الأخلاقي، وحرصت الشريكتان - منذ إطلاق العلامة في 2020 - على ابتكار تشكيلات متنوعة من أزياء الكتان البسيطة، التي تعكس مبادئهما في الجاذبية والأصالة، وترسخ فكرة عدم التكلف والعفوية كمفهوم جديد للأناقة.. في الحوار التالي معهما نكتشف المزيد:
• كيف بدأت قصة العلامة التجارية؟
- قبل إطلاق «Nature Hedonist»، كنا جزءاً من مجتمع «يوغا أشتانغا» نفسه، ومن قبيل الصدفة أننا كنا في مراحل الحياة نفسها: قلب مكسور بعد الطلاق، وبداية رحلة الشفاء الذاتي. من خلال أحداث وتجارب الحياة الصعبة، اضطررنا إلى التوقف، والتفكير في ما هو مهم حقاً بالنسبة لنا، وكيف يمكننا تحويل طاقتنا إلى شيء يُشعرنا بالرضا حقاً. كلتانا لديها حب كبير للطبيعة، والبيئة التي نعيش فيها، والأزياء؛ لذلك أردنا ابتكار علامة تجارية تحفّز كل هذه العناصر معاً، وتصنع خزانة ملابس لأي مناسبة، دون قيود على الحرية، والحركة، ولكن لا حل وسط للأناقة. نحن مدفوعتان بحلمنا ليس فقط في صنع الملابس، ولكن لترك هذا العالم أكثر جمالاً مما وجدناه، لاستخدام رحلتنا لتحقيق المزيد من الصدق في الموضة، وتحريك عملية ارتداء الملابس برمتها.
• كيف تصفان فلسفة العلامة التجارية؟
- هي تمثيل متناغم لحب سيدات الأعمال للطبيعة والموضة.
• علامتكما التجارية مكرّسة لإحداث تأثير إيجابي في البيئة، باستخدام الكتان المعتمد من «Oeko-Tex»، والكتان الأوروبي القياسي.. فهل يمكن اعتبارها مستدامة تماماً؟
- تتجاوز الاستدامة مجرد استخدام المواد المستدامة، فهي تتعلق بكيفية إدارة عملك ككل، ودورة حياة منتجاتك؛ ولكي نكون علامة تجارية مستدامة حقاً، نشعر بأن العلامة التجارية يجب أن تستوفي ما يلي: أولاً: تقليل البصمة الكربونية، إذ تكرس الشركات المستدامة نفسها لتقليل انبعاثات الكربون، واستخدام المواد العضوية والطبيعية والمواد المستدامة، وتقليل النفايات وحتى تقليل التعبئة والتغليف. ثانياً: تقدم شركات التجارة العادلة أجوراً عادلة للأشخاص الذين يقومون بالعمل، لإحضار المنتجات إلى رفوفها. ثالثاً: الشفافية: لمشاركة جميع المواد المستخدمة لتصميم المجموعة، وعملية إنتاج الملابس الخاصة بك. رابعاً: المناصرة: العلامات التجارية المستدامة والأخلاقية تدافع أيضاً عن المجتمعات. إنها تعمل بشكل وثيق مع المنظمات المهنية، والجمعيات الخيرية، وصناع السياسات؛ لفهم احتياجات المجتمعات، والمساعدة في تلبية تلك الاحتياجات.
• هل ستلتزم «العلامة»، مستقبلاً، باستخدام الكتان فقط لابتكار المجموعات؟
- الكتان مادة رائعة، رغم أننا نرغب في تجربة مواد أخرى من مصادر الألياف الطبيعية، مثل: الخيزران، وخليط القطن العضوي، وأوراق شجرة النخيل أو الأوكالبتوس.
• كيف تترجم تصاميم العلامة عناصر الطبيعة الأربعة؟
- القصة وراء كل قطعة كتان من الطبيعة هي الرواية الوحيدة التي تحكيها الطبيعة، عن الأرض والماء والنار والهواء. نحن نعتبرها جميعاً تجسيداً لعناصر الطبيعة، وتؤمن علامتنا التجارية بإدخال الشعر المحيط بنا إلى خزانة الملابس. كعلامة تجارية، نقوم أيضاً بتضمين الركائز الأربع التالية: الانسجام: ويتجلى في القدرة على أن نكون ما نحن عليه بسهولة، وبكل سرور. المجتمع: شعور الأسرة والرعاية، والمشاركة في جعل العالم أفضل. النمو: كشراكة وتنمية، وهو إلهام للجميع. الرحلة: وهي أكثر ما نقدره.
• ما تقييمكما لتفاعل الناس مع التصاميم.. منذ 2020 إلى اليوم؟
- المجتمع هو قيمتنا الأساسية، ونحن على اتصال دائم مع عملائنا، ويقع مكتبنا في مساحة صالة العرض نفسها، وبالتالي لدينا فرصة كبيرة لسماع الملاحظات أو الأسئلة أو الشكوك. الأمر نفسه بالنسبة لشركائنا، فنحن دائماً نستمع، ونناقش، ونبتكر العلامة التجارية معاً.
• ما الرسائل التي تريدان توجيهها عبر العلامة التجارية.. إلى المجتمع أولاً؟ والمرأة ثانياً؟
- نود تمكين الجميع، ومساعدتهم على الشعور بمزيد من الثقة والراحة في الحياة اليومية، وفي تحقيق أهدافهم. نعتقد أن كل شيء يبدأ بحب الذات، ونود أن نلهم الرجال والنساء الآخرين من حولنا؛ ليعيشوا حياتهم بشكل أفضل. نعتقد، أيضاً، أن نهج الإناث في إدارة الأعمال التجارية يختلف عن نهج الذكور؛ إذ تفكر النساء في جوانب مختلفة من التوازن بين الحياة والعمل، وكيف يجب أن يتم ذلك، وهذه هي قوتنا العظمى.