أعلن القائمون على النسخة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية تكريم شخصيتين مهمتين، كان لهما دور كبير في مسيرة السينما العربية، هما: السينمائي السعودي صالح الفوزان، والكاتب السينمائي البحريني أمين صالح.

وجاء قرار التكريم من قبل المهرجان الذي سينطلق في الرابع من مايو المقبل، نظراً للتاريخ الحافل في مجال السينما لكل من الفوزان وصالح.

صالح الفوزان:

من المعروف أن صالح الفوزان عمل منتجاً للأفلام المصرية لأكثر من عقد من الزمن، فأنتج ما يقارب الـ34 فيلماً سينمائياً طويلاً، بعد أن أسس في منتصف ثمانينيات القرن الماضي شركة شامل للإنتاج. كما أسس شركة للإنتاج والتوزيع الفني في الرياض مقدماً إسهاماتٍ مهمة في السينما السعودية.

ولم تتوقف نشاطات الفوزان على الإنتاج فحسب، وإنما درس أيضاً البناء الدرامي "كتابة السيناريو" في بلجيكا، وتفرغ لدراسة الإخراج السينمائي في بيروت لمدة أربع سنوات، وعمل مساعداً لمخرج فيلم "قوايل الرمان". كذلك امتدت خبرة السينمائي السعودي ليكون محاضراً زائراً لمدة ثلاث سنوات في عدد من الجامعات.

استطاع الفوزان، خلال مسيرته الفنية هذه، حصد أكثر من 30 جائزة عربية ودولية، أبرزها جائزة الشمال لدعم أفلام الجنوب التي منحه إياها المركز السينمائي الفرنسي بصفته كاتباً للسيناريو، إضافة لحصوله عام 2000 على ميدالية مواطن شرف في مدينة نانت الفرنسية.

وبذل الفوزان جهوداً كبيرة ومضنية في سبيل تأسيس صناعة سينما في السعودية، إذ بدأت أولى محاولاته عام 1998 عندما أسس مؤسسة "فوزان فيلم"، التي تبنت بذلك الوقت إنتاج فيلم "سنين الرحمة"، لكن هذا المشروع لم يقدر له الاستمرار، إذ لم يصور الفيلم حتى اليوم.

أمين صالح:

يمتلك كاتب السيناريست البحريني، أمين صالح، تاريخاً حافلاً في المجال السينمائي على مستوى الوطن العربي. عرف صالح بكونه كاتباً سينمائياً وتلفزيونياً ومسرحياً، إضافة لكونه ناقداً سينمائياً من الطراز الرفيع. ويصفه البعض بأنه الأديب الشامل، إذ عرف كذلك بكونه شاعراً وروائياً ومترجماً.

بدأ أمين صالح مشواره الفني والأدبي قبل حوالي خمسين عاماً، وأصدر مجموعات قصصية عدة، منها: "هنا الوردة"، و"الفراشات".

وأثرى الأديب البحريني الثقافة العربية بعد أن ترجم الكثير من الأعمال العالمية، سواء تلك السينمائية أو الأدبية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: "السينما التدميرية" لأموس فوغل، و"النحت في الزمن" لتاركوفسكي، كما ترجم الكتب إلى العربية، وترجمت بعض رواياته للغات عدة.

ويسجل للأديب البحريني أنه أول من كتب فيلماً روائياً طويلاً في البحرين وهو فيلم "الحاجز"، وقد كرمه ملك البحرين بوسام الكفاءة من الدرجة الأولى على مسيرته الرائعة.

سبق لأمين صالح أن ترأس مهرجان أفلام السعودية خلال الدورة التي عقدت عام 2008، كما يتمتع بعضوية عدد كبير من المحافل الثقافية في البحرين.

وفي السياق ذاته، يقام مهرجان السعودية التاسع للأفلام بتنظيم مشترك بين جمعية السينما ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي، وبدعم كامل من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة السعودية، ويأتي مهرجان هذا العام ليؤكد النهضة الكبيرة التي تشهدها صناعة السينما في السعودية، لاسيما في السنوات الأخيرة، التي شهدت عروضاً لأفلام سعودية عدة خارج المملكة، ومشاركتها في مهرجانات كبرى، ونيل عدد من الجوائز والإشادات، وهي التي أبرزت إلى الساحة كذلك ممثلين مميزين على مستوى الوطن العربي أجمع.