ماهر صليبي: أنا شرير غير تقليدي!

بإطلالة هادئة وأداء مميز وأدوار منتقاة بعناية، استطاع أن يكوّن لنفسه مكانة خاصة لا ينافسه فيها أحد من أبناء جيله، فهو لا يهتم لحجم الدور بقدر ما يهمه بالدرجة الأولى أن تكون شخصيته مؤثرة، وهذا ما يؤكده في آخر أعماله «الثمن» الذي يجسد فيه شخصية رجل الأعمال «ناصر» الذي لفت الأنظار بشكله وأدائه، إنه الف

بإطلالة هادئة وأداء مميز وأدوار منتقاة بعناية، استطاع أن يكوّن لنفسه مكانة خاصة لا ينافسه فيها أحد من أبناء جيله، فهو لا يهتم لحجم الدور بقدر ما يهمه بالدرجة الأولى أن تكون شخصيته مؤثرة، وهذا ما يؤكده في آخر أعماله «الثمن» الذي يجسد فيه شخصية رجل الأعمال «ناصر» الذي لفت الأنظار بشكله وأدائه، إنه الفنان السوري ماهر صليبي الذي يكشف عن أسرار هذه الشخصية وظروف تقديمها في وقت يرفض فيه أن يقدم الأدوار الشريرة منذ فترة طويلة.. ونسأله: 

* حقق مسلسل «الثمن» حضوراً مميزاً طوال فترة عرضه، التي استمرت نحو 4 أشهر، أخبرني عن مشاركتك وشخصية «ناصر»؟

-بالنسبة لي أنا سعيد جداً بهذه التجربة التي لم أتوقع أن تنال هذا القدر من النجاح، هذه النوعية من الأعمال الدرامية موجودة منذ زمن على مستوى الأعمال التركية أو المكسيكية، ولم نكن في الأعمال والدراما العربية نصل إلى هذا العدد من الحلقات، فالمسلسل مكون من 90 حلقة، فعند عرض هكذا عمل قد يخاف ويتردد المشاهد من حيث عدد الحلقات الطويلة رغم وجود حكاية جميلة وحالات إنسانية تعالج بهذه الأعمال بطريقة جيدة، ولكن منذ الحلقة الأولى تعلق الجمهور بالعمل، وبشكل عام أنا سعيد بهذه التجربة التي فاجأتني بنجاحها، وأتوقع أن الأعمال القادمة ستكون أفضل وأجمل، لأننا نقدمها بروحنا وشكلنا.

* هل أنت مع نقل الدراما التركية وإعادة تصوير المسلسلات الأجنبية عموماً بصيغة عربية؟

-هذا موضوع مختلف، أنا تحدثت عن النوع، أما نقل مسلسل فهو أمر دارج، قد تأخذ فيلماً عالمياً يتحدث عن شيء إنساني تحوله لبيئتك وعاداتك وثقافتك وما دام يخدم هذا الأمر أعتقد أنها «ثيمات» مشتركة بالمجتمعات كافة ما دمنا لا ندخل بشيء خاص بهذا البلد، وكما لاحظت «الثمن» قصة حب مجنونة وصراع مافيات وشركات، والأمر له علاقة بأزمة درامية كبيرة موجودة بكل الأعمال الدرامية التلفزيونية، أنا مع هذا النوع ولكن دون أن يكون نقلاً حرفياً قد ننقل الفكرة والحكاية والثيمات الأساسية ونعمل عليها ومن ثم نحضرها لنا بطريقتنا الخاصة ولا نبقى بأجواء الثيمات الأخرى، ولا يصلح هذا الأمر لكل الأعمال مع اعتقادي أن «الثمن» نجح لطبيعة المواضيع المشتركة بين العالم العربي وتركيا، ما أقصده أننا اقتبسنا الكثير من أعمالنا العربية من أعمال عالمية أو من روايات وحكايات عربية وأجنبية، وبالتالي موضوع أن نأخذ حكاية جاهزة ليس بالأمر الغريب، ولكن المهم أن تكون هذه الحكاية تشبهنا.

* هل أتعبتك شخصية «ناصر» الشريرة وكيف استمددتها؟

-القصة ليس أنها أتعبتني أو لا، لأني بدأت بشخصية الولد الشرير بأول عمل لي بعد التخرج في مسلسل «شجرة النارنج» ومسلسل «الفوارس» وغيرها من الأعمال، فأنا بدأت بالأدوار الشريرة من أول مسلسلاتي، ومن خوفي أن تؤخذ علي هذه الشخصيات وترتبط بي كنت أرفض الشخصيات الشريرة، ولكن عندما عرض علي هذا الدور شعرت بأنه رغم شره إلا أنه صاحب حق ولديه قصة، هو يخطئ باعتماده على رجال لديه يورطوه بجرائم قتل، ونحن دائماً نقول عندما نجسد شخصيات الشر يجب أن نجد للشر مبررات، ومن يجسد هذه الشخصية يجب أن يفكر بهذه المبررات وعند الاتفاق مع المخرج وجدنا أنه يجب أن نخرج هذه الشخصية بطريقة مرتبة وأنيقة ومختلفة حتى بطريقة تسريح شعره ولن نكتفي بـ«الشرير التقليدي» إن صح التعبير على مبدأ الثيمات الموجودة بالدراما، واعتمدت بشكل عام على الأفعال البسيطة والإحساس ومثلا على الورق كلما غضب ناصر من أمر ألقى شيئاً وكسر ما هو موجود أمامه، وهذا أمر استثنيناه إلا في حال وجود ضرورة درامية.

* لماذا أنت مقل في أعمالك، هل هو خيار شخصي؟ 

-نعم صحيح، أعمالي قليلة، ولكن الأمر ليس خياراً شخصياً أو محاربة، أنا ابتعدت لفترة عن الساحة لظروف مختلفة، وربما الحرب في سوريا أسهمت بذلك والسفر الكثير وعملت بالفترات الأخيرة بالإخراج أكثر ولم تعرض عليّ بالحقيقة أدوار ترغبني بالعودة، ومنذ سنتين عملت مسلسلاً ولم يظهر وربما يعرض قريباً، وعملت مسلسلاً قصيراً اسمه «دار الحياة» من 8 حلقات، هذه الأعمال كممثل، وعلى جانب آخر انشغلت بالإخراج، وتعاونت كمخرج في افتتاح المهرجانات وسافرت إلى كندا برفقة عائلتي، كل ذلك ساهم بالابتعاد، ولكن كما يقال اليوم العودة أقوى وأتمنى أن تشاهدوا أعمالاً أجمل. 

* مؤخراً كانت هناك أخبار حزينة من سوريا الزلزال ووفاة فنانين، ما موقفك مما يحدث؟

-«آآآآه» لا أعلم ما يقال في هذا الموقف، ما الذي يحدث للسوريين؟ الحرب التي أخذت وقتاً طويلاً جداً في سوريا وأثرت كثيراً على الجميع، وأتمنى أن نلملم جراحنا وأن تتعافى سوريا وأن نتخلص من ألم ووجع لا أعلم كيف أصفه. وفي ما يتعلق بالزلزال كان لدي رغبة كبيرة أن أكون بينهم لمساعدتهم ولكن السفر يحول بيننا وبينهم دائماً ولا نستطيع أن نعمل شيئاً عدا عن الدعاء لأهلنا في سوريا والمهجر، وأن نعود كما كنا، فالسوريون شعب محبوب أينما ذهبوا رغم الأخطاء الفردية التي تحصل من بعضهم.