بأدوار لا تنسى، وشخصيات مازالت محفورة في ذاكرة المشاهد العربي، شق طريقه نحو النجومية، حتى أصبح في رصيده عشرات الشخصيات والأدوار المميزة، التي أهلته ليكون واحداً من أهم نجوم الساحة الفنية العربية.. إنه النجم السوري جمال سليمان، الذي يطل خلال الموسم الرمضاني الحالي بمسلسل واحد هو «عملة نادرة»، على عكس الموسم الماضي، الذي أطل خلاله بثلاثة أعمال دفعة واحدة، وها هو يكشف، من خلال «زهرة الخليج»، عن اشتياقه الكبير إلى خشبة المسرح، التي سيعود إليها مخرجاً من خلال عمل موسيقي ضخم، كما يقول:

• شاركت مؤخراً في المهرجان الدولي للمونودراما في الفجيرة وكنت ضيفاً مميزاً حيث إنك ألقيت كلمة الضيوف، أخبرنا عن هذه المشاركة؟

- كنت سعيداً جداً بالمشاركة للمرة الثالثة بمهرجان الفجيرة الدولي للميلودراما وهذا المهرجان فريد من نوعه في المنطقة العربية فهو المهرجان الوحيد المتخصص بالمونودراما، وهذا المهرجان يقدم للجمهور تجارب فنية من المنطقة العربية ومن العالم وهناك تنوع كبير جداً ورؤى فنية وحكايات مختلفة، تخرج من هذا المهرجان الذي يقام في إمارة الفجيرة البديعة وأناسها الطيبين والتنظيم الرائع ونلتقي مع عدد كبير من الأصدقاء والزملاء، وطبعاً تشرفت بإلقاء كلمة الضيوف فكانت مناسبة جميلة لي.

• ألا تشتاق للوقوف على خشبة المسرح؟

- اشتقت جداً للمسرح، ولدي رغبة بالعودة كممثل ومخرج، وسيكون لدي مشروع مسرحي كمخرج ولكن ما زلت أنتظر الظروف الإنتاجية المناسبة لأن العمل الذي أعمل عليه كبير، وهو مسرح استعراضي، والأعمال الموسيقية تكلفتها أعلى من الأعمال العادية بسبب التلحين والتسجيل في الاستديوهات والغناء والاستعراضات.. إلى آخره.

• هل ما زال المسرح يحتفظ بقيمته السابقة؟

- من المؤكد أن السينما والتلفزيون نافسا المسرح بشراسة، ولكن نحن نتحدث قياساً على كل بلد، فمازالت هناك عروض البرودواي في أميركا، حيث من الصعب أن تجد بطاقة، فما زال المسرح بالنسبة لهم شيئاً مهماً وأمراً جميلاً بالنسبة لسكان منطقة نيويورك، وذات الأمر في لندن، تشاهد المسرح في «الويست إند» أو خارجها، وفي بعض الأوقات يكون من الصعب إيجاد بطاقة خاصة في عرض المسرحيات الناجحة، ولا ننسى أن بعض الأعمال تعرض منذ 40 عاماً بشكل مستمر. في باريس أو لندن أو نيويورك ما زال المسرح مزدهراً وما زال الناس يعتبرون الذهاب إلى المسرح هو قيد اجتماعي وثقافي وما زالوا متمسكين به، في منطقتنا العربية على العكس تماماً، فبعد السينما والتلفزيون خف بريق المسرح، خاصة أن التلفزيون يؤمن مشاهدة مجانية والذهاب إلى المسرح أمر مكلف خاصة للناس ذوي الدخول المادية المحدودة، وأيضاً القطاع الخاص لا يهتم بالمسرح إلا في المناسبات ووزارات الثقافة في الدول العربية ميزانيتها متواضعة لذلك تصبح هناك صعوبة لدعم المسرح. والمتتبع للنشاط الثقافي يجد أنه لا يوجد اهتمام بالمسرح، بينما كبار الفنانين في الخارج هم خريجو مسارح، مثل أنطونيو هوبكنز، وغيره من الممثلين الذين وصلوا إلى النجومية. من المهم بل يجب أن يكون لدينا مسرح وإعلام وجمهور ليجتمع الجميع في هذه القاعة السحرية المسماة «المسرح».

• تطل خلال رمضان بمسلسل «عملة نادرة» الذي تعود به لشخصية صعيدي للمرة الرابعة، ما الجديد الذي تقدمه هذا العام؟

- أولاً أنا أحب البيئة الصعيدية وأحب لهجتها أيضاً، وأشعر بأنني أكون في مكاني عندما أقوم بعمل صعيدي، وأصبحت أعلم المنطق والعادات والتقاليد والتركيبة الصعيدية وما تحملها من قيم، وبالتالي أجد نفسي في المكان الذي إلى حد ما أصبحت أعرفه جيداً، ومن ثم أشعر بالثقة والراحة وأي ممثل ينظر إلى خياراته المتاحة. وبالمناسبة، لا يهم إن كانت البيئة الصعيدية أو أي بيئة أخرى، المهم أن يكون لدي موضوع ومادة مكتوبة بشكل جيد وجهة إنتاجية لديها الطموح لتقديم هذا العمل بمواصفات محترمة من أجل أن يستمتع المشاهد بالعمل وهذا سبب وجودي في مسلسل «عملة نادرة».

• هل هناك تكنيك جديد في الشخصية الصعيدية؟

- في الحقيقة المسلسل يقدم حكاية صعيدية كلاسيكية، الجديد فيها قضية الميراث، وكثير من المجتمعات في العالم العربي وخاصة الزراعية، الأرض بالنسبة لها أكبر من قيمتها المادية الحقيقية، فالأرض عزوة وشرف وكرامة، بالتالي لا يحبون أن تتجزأ الأرض أو تخرج خارج العائلة، لهذا يتحفظون على توريث البنات، لأنه عندما تتزوج الابنة لن تعود هذه الأرض ملك العائلة الأصلية وهذا ما يخلق كماً من المشكلات والمعضلات، والمرأة في هذا الإطار مظلومة وهذا ما يتناوله المسلسل، وهو نقطة حساسة وموضوع جدلي في مصر والمجتمعات الزراعية الأخرى، فالعمل يسلط الضوء على توريث المرأة والمشاكل التي تواجهها.

• النجمة نيللي كريم التي تقاسمك البطولة صرحت بأنه شرف كبير لها أن تقف أمامك، كيف تلقيت هذا التصريح؟ وما ردك عليها؟

- هذا من ذوقها ولطفها، وليس من باب المجاملة إطلاقاً، وأنا أيضاً أتشرف بأن أقوم بعمل واحد معها، وعدا أنها ممثلة حساسة جداً وجدية ولديها صدى نجومية كبير في العالم العربي، أيضاً هي إنسانة متواضعة جداً وليست لديها لمسة النجومية التي نراها عند الكثير من الناس فهي في موقع التصوير تتعامل مع الجميع على أساس أنها ممثلة وليست نجمة، فهي شخصية لديها ألفة ومتواضعة وعميقة جداً، خاصة بالمشاهد التي تبحث في كيفيتها وشخصيتها وهذا الشيء الطبيعي ولكن للأسف الشديد بدأ ينحسر أحياناً وهذا العمل الأول معها وأنا سعيد بها جداً.

• هناك موجة من المسلسلات الكثيرة التي نراها مترجمة من التركية، مثل: «ستيليتو»، و«الثمن»، وغيرهما.. هل هذه التجربة صحية فنياً؟

- من حيث المبدأ هي تحقق جماهيرية واسعة وأنا أرى حولي متابعة جماهيرية كبيرة لهذه الأعمال والحقيقة مستوى التمثيل لافت للنظر، وجدير بالاحترام سواء كان في «ستيليتو» أو في «الثمن»، فهناك اجتهاد كبير على مستوى الممثلين وهناك صورة جميلة تقف وراء اهتمام إنتاجي ولكن أنا دائماً أميل لأن نعمل دراما خاصة بنا مشبعة بشخصياتنا وقضايانا الاجتماعية التي نعيشها وليس بالضرورة أن تكون قاسية وحزينة، فقد تكون قصص حب جميلة ورومانسية وتكون فيها مواقع جميلة ولو كانت سورية أو مصرية أو لبنانية أو خليجية وهذا ما أفضله ولكن لا مانع من وجود تنوع وأن يختار المشاهدون ما يرونه مناسباً.