الشيف ليلى المنصوري: الطهو فن مرتبط بالأحاسيس والعاطفة

نشأت الشيف ليلى المنصوري في كنف أسرة تعشق طهو الطعام، لديها شغف كبير بمجال الطبخ، قادها هي وأخواتها ليتخصصن جميعاً في نفس المجال، رغبتها بأن تكون هناك قصة مختلفة وراء كل طبق تقدمه ألهمتها لاستثمار شغفها وخبرتها وابتكار وصفات تجمع ما بين أطباق إماراتية أصيلة وغيرها من الأطباق العالمية المتنوعة، لتقدم

نشأت الشيف ليلى المنصوري في كنف أسرة تعشق طهو الطعام، لديها شغف كبير بمجال الطبخ، قادها هي وأخواتها ليتخصصن جميعاً في نفس المجال، رغبتها بأن تكون هناك قصة مختلفة وراء كل طبق تقدمه ألهمتها لاستثمار شغفها وخبرتها وابتكار وصفات تجمع ما بين أطباق إماراتية أصيلة وغيرها من الأطباق العالمية المتنوعة، لتقدم في النهاية أطباقاً شهية ولذيذة، بمكونات بسيطة وطعم مميز برائحة جذابة وألوان مفرحة.. التقينا الشيف ليلى المنصوري لتضيء على قصتها في عالم الطبخ فكان الحوار التالي:

• حدثينا عن بداياتك في ممارسة مهنة الطهو؟

- كانت بداياتي في مجال الطهو وأنا في سن 16 سنة بتشجيع من عائلتي وأصدقائي بعد أن لاقت وصفاتي استحسان الجميع، وأنا في هذه السن المبكرة. وفي عام 2014، انتسبت إلى الجامعة الأميركية في بداية دراساتي، وبذلت جهداً كبيراً، لأحصل على شهادة في فنون الطهي العالمي والضيافة، مصدقة من جامعة مكوين في إنجلترا.

 

 

• من ملهمك في عالم الطهو؟

- ملهمتي الأولى هي والدتي، التي أكن لها كل الحب والاحترام، وهي السبب في عشقي ودخولي لهذا المجال، ثم لأستاذي الشيف عمرو، ولن أنسى دعمه لي وتشجيعي منذ بداياتي وإلى الآن.

• ما الطبق الذي أعددته لأول مرة وكان انطلاقتك لاحتراف مهنة طاه؟

- الهريس، من أشهر الأطباق الإماراتية، وهو طبق شتوي، وقد كنا قديماً نقوم بتوزيع طبق الهريس بالفريج على الجيران والفقراء في الأعياد والمناسبات في طفولتنا.

• ما الذي يميز المطبخ الإماراتي؟

- المطبخ الإماراتي دافئ، سخي، مضياف وبسيط ومليء بالحب والكرم وأنا أعتبره مطبخاً ذكياً جداً لأنه مازال متمسكاً بثقافته وطابعه التقليدي إلى الآن، وينال أيضاً استحسان خليط الثقافات التي تتوافد على دولة الإمارات.

• هل هناك تشابه بين المطبخ الإماراتي والمطبخ الهندي؟

- التشابه موجود من حيث المزيج بين التوابل العطرية مثل الكركم والزعفران والقرفة وغيرها واستخدامها بكثرة. كما يتشابه المطبخ الهندي مع الإماراتي بمزيج متجانس بين ست نكهات مختلفة بين الحلو والمالح، وبين المر والحامض، وبين الحار والقابض، مثل المزج بين الحلو والمالح في طبق البلاليط الإماراتي.

 

 

•  ما فلسفتك التي تتبعينها خلال الطهو؟

- استمرارية التعلم واكتساب المزيد من المهارات من خلال الاطلاع على الثقافات العالمية من الأمور الهامة، ولا أعتقد بأن الشغف بالطعام وحده يكفي. أيضاً الفضول والجنون مع التأثر العميق بتراثي دفعوا بحدودي الفكرية للتأمل في تحويل الطعام إلى فن يتم من خلاله تحفيز الأحاسيس مع الذكريات الجميلة، لتصبح فلسفة طبخي هي ثمرة مسيرة طويلة ومتنوعة في العديد من المطابخ.

• برأيك هل ثقافة فن الطهو اختلفت عن السابق؟

- منذ بداية مسيرتي في مجال الطهي كنت أفكر بطهي طعام لذيذ ومختلف عن السائد، وقد اختلف مفهوم الطهي الآن، فقد كان فن الطهي في السابق مبنياً على بعض المعتقدات الخاطئة التي تشير إلى أن المطبخ له أسرار خاصة، ويعتمد فقط على خلطات من البهارات أو على صلصات الشيف السرية، ومن الضروري أن يكون لدى الطاهي الوعي والتركيز على معرفة الأساس الصحيح للمطبخ وفهم التقنيات والإلمام بالمكونات كي يتميز ويقدم أطباقاً شهية، وبعد العمل واكتساب بعض الخبرة كان لدي إحساس بأن ثمة شيء من اللغط في هذا، لذلك بحثت أكثر في هذا المجال وأدركت بأن الطعام هو ليس مجرد غذاء يقدم لسد الجوع فحسب، بل هو متعة تذوق، والطهي هو فن مرتبط بالأحاسيس والعاطفة مع الذكريات الجميلة.

 

 

 

• هل تفضلين طهو الطعام الإماراتي بالطريقة التقليدية؟ أم تطوير الأطباق بلمسات عصرية مختلفة ولماذا؟

- بالنسبة لي، أطهو الطعام بالطريقتين ففي المنزل وخاصة كبار السن يفضلون الطريقة التقليدية لأنها إرثهم وثقافتهم، ويعتقدون فيها حفاظاً على الهوية الإماراتية، لكن الأفضل تطوير الأطباق لكي نواكب العصر والمجتمع وتلاقي استحسان الجميع.

• إذا أمكنك وصف أطباقك ببعض الكلمات ماذا ستقولين؟

- سعادة، حب، عافية

 

• هل أنت راضية عن وجود المرأة الإماراتية في مهنة طاه؟

- بالتأكيد، وأسعى من خلال تدريب طالباتي أساسيات الطبخ وفنون الطهي العالمي والضيافة بالدورات التي أقدمها لهن، وشعرت بالفخر بعد فوز طالباتي بالمركز الأول والثالث بمهرجان الظفرة للطهي.

• ما نصيحتك لربات البيوت لنجاح طبخاتهن المنزلية؟

- على ربة البيت أن تطبخ بحب وأن تثقف نفسها في مجال الطهو وتتبع أساسيات الطبخ الصحيحة، أيضاً عليها أن تنوع في أكلاتها وأن تأكل مع أبنائها، لأن تجمع العائلة على مائدة الطعام فيه مشاعر جميلة من الحب والاحتواء.