أصبح عصير قمر الدين من أهم معالم شهر رمضان المبارك، على مدار مئات السنوات.

عصير قمر الدين، مثل العديد من معالم شهر رمضان، له العديد من القصص التراثية، حول نشأته وسبب تسميته، لكن لم ينجح أحد في توثيق كيف بدأت فكرته.

وقمر الدين هو عصير المشمش، وأنتج لأول مرة في الغوطة المحيطة بدمشق في سوريا، حيث تنمو العديد من أنواع المشمش الملائمة لصناعة العصير.

وانتشرت صناعة قمر الدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووصلت حتى الصومال، لكن تبقى سوريا هي رائدة صناعة لفائف قمر الدين في الأسواق، بسبب تنوع محاصيل المشمش في دمشق.

واختلف المؤرخون حول سر تسمية عصير المشمش بـ"قمر الدين"، حيث رجح البعض أن يكون اسم مخترع لفائف المشمش المجففة، والذي كان يشتهر بالوسامة الشديدة، فأطلق الناس عليه اسم قمر الدين.

وقال البعض الآخر إن الاسم جاء بسبب تزامن موسم حصاد المشمش مع رؤية هلال شهر رمضان وإعداد العصير، ليطلق عليه الناس هذا الاسم، ويصبح منتشراً حتى اليوم.

وردد البعض رواية ثالثة شبيهة ببقية الروايات حول أصل معالم شهر رمضان، وهو إطلاق اسم قمر الدين من خليفة مصر، الذي كان معروفاً باحتفاله بالعصير مع رؤية هلال رمضان.

وتتم صناعة لفائف قمر الدين عن طريق غلي عصير المشمش والسكر على النار، ثم تصفيته من خلال مصفاة خشبية مغمورة بزيت الزيتون، وتركه ليجف، بعدها تصبح لفافة قمر الدين جاهزة للاستخدام.

وتتحول لفائف قمر الدين إلى مشروب، بعد وضعها في الماء وغليه، لتتحول إلى عصير سميك، ويفضل البعض إضافة قطع الثلج وماء الورد وأحياناً، عصير البرتقال، لمنحه مذاقاً أكثر قوة.