تجميد البويضات

كثيرات من النساء؛ إذا مرضت ابنة واحدة منهنَّ مرضاً يستدعي العرض على طبيبة نسائية، لا يبالين بالتداوي، وقد تصطحب المرأة ابنتها إلى طبيبة «أمراض باطنة»، تجنباً للنظرة السلبية التي ستصيبها وابنتها؛ إذا علم أحدهم بأنها ذهبت إلى طبيبة نسائية، وهي لاتزال عذراء، ويزيد الطينَ بلةً مساعدةُ الأم ابنتها على ال

كثيرات من النساء؛ إذا مرضت ابنة واحدة منهنَّ مرضاً يستدعي العرض على طبيبة نسائية، لا يبالين بالتداوي، وقد تصطحب المرأة ابنتها إلى طبيبة «أمراض باطنة»، تجنباً للنظرة السلبية التي ستصيبها وابنتها؛ إذا علم أحدهم بأنها ذهبت إلى طبيبة نسائية، وهي لاتزال عذراء، ويزيد الطينَ بلةً مساعدةُ الأم ابنتها على التداوي ببعض الأعشاب أو المسكنات، التي تباع غالباً في الصيدليات دون وصفة طبية؛ اعتقاداً منها أنها - بذلك - تستر ابنتها، ولا تعرضها لـ«القيل والقال»، ولا تدري أنها - بتصرفها هذا - قد تعرّض حياة ابنتها للخطر؛ لأنها قد تكون بحاجة إلى علاج فوري، أو عملية جراحية، والطبيبة النسائية هي التي تشخص تلك الحالة بالطبع!

تقول الفتاة نورهان محمود (موظفة) عن مشكلتها: أنا الآن على مشارف الأربعين ولم أتزوج بعد، ولا أستطيع مصارحة والدتي أو المحيطين بالألم الذي أشعر به، كلما أحسست بأن أجمل سنوات عمري وخصوبتي تتسرب من بين يدي، وأنني لن أستطيع الإنجاب وسأفتقر إلى كلمة ماما، وأنا في العشرينات تقدم لخطبتي الكثير من الشباب من مختلف الأوساط، هذا غني وهذا فقير، وهذا طبيب وهذا موظف، وآخرون، لكنني كنت أرفضهم واحداً تلو الآخر، وأعلل رفضي بعدة أسباب منها تحقيق ذاتي أولا، واستكمال دراساتي العليا والحصول على وظيفة مرموقة، وها أنا ذا الآن بعد أن أكملت 38 عاماً، بدأت في قبول أشخاص أقل مني في العمر أو المستوى الاجتماعي، وبدأت أقدم التنازلات في شروطي للشخص الذي سيتزوجني، وبالرغم من ذلك لم يطرق بابي أحد حتى الآن وأخشى كثيرا أن لا أستطيع الإنجاب إذا تأخرت أكثر من ذلك، ماذا أفعل؟ هل من حل لمشكلتي؟.

تجيب الدكتورة رولا نخال، استشارية أمراض النساء والتوليد، قائلة: في الماضي، كانت المرأة تنجب طفلها الأول في العشرينات من عمرها، لكن أنماط الحياة قد تغيرت بشكل كبير في الوقت الحالي، وبالرغم من ذلك فإن الحقائق البيولوجية للخصوبة لا تزال كما هي، متوسط عمر سن اليأس هو 51 عاماً، ومن هنا أتت الحاجة إلى تجميد البويضات. 

  • الدكتورة رولا نخال

وتعرف نخال تجميد البويضات قائلة: هي عملية تتضمن التحفيز الهرموني للمبايض، يليه استرجاع البويضات القابلة للحياة وتجميدها لاحقًا، مشيرة إلى أنه تم استخدام تجميد البويضات منذ أواخر التسعينيات للحفاظ على خصوبة الشابات المصابات بالسرطان والمعرضات لخطر العقم نتيجة السرطان أو علاجه.

وتلفت النظر إلى أن تجميد البويضات الاجتماعي يعتبر بمثابة «خطة احتياطية» أو «تأمين على الخصوبة» تتيح للمرأة الشابة التي تتمتع بالخصوبة أن تأخذ الوقت الكافي للعثور على شريك مناسب، أو إكمال تعليمها، أو تحقيق الاستقرار المالي، أو تعزيز أهدافها المهنية دون الحاجة إلى القلق حول خصوبتها في المستقبل.

وتوضح نخال أن تجميد البويضات في البداية كان يُقدم عادة للنساء اللاتي يبلغن من العمر 35 عامًا، حيث إنه بعد هذا العمر يتناقص احتياطي المبيض بسرعة، لكن أطباء الخصوبة حالياً يشجعون على تجميد البويضات في سن أبكر عندما تكون البويضات ذات جودة أفضل وأعداد أعلى.

فوائد تجميد البويضات

تشير نخال إلى أن التجميد الاجتماعي للبويضات ينضوي على فائدتين هامتين للنساء اللاتي يتوقعن الحمل في سن متقدمة، فهو يوفر لهن إمكانية أن يصبحن أمهات وراثياً باستخدام بويضات مجمدة مذابة، ويقلل من خطر إنجاب أطفال يعانون من تشوهات الكروموسومات، وبالرغم من ذلك فإن تجميد البويضات له بعض المخاطر الصغيرة المتعلقة بالإجراء نفسه (مثل فرط تنبيه المبيض) وتكلفته..

نصيحة

رسالتي لجميع الأمهات اللواتي لديهن فتيات مراهقات، هي استشارة طبيب الأمراض النسائية في أقرب وقت ممكن؛ والانتباه إلى شكوى الفتاة لأنه كلما كان التشخيص مبكراً، كان التحكم في الأعراض أفضل.