عاد النجمان الكبيران: ناصر القصبي، وعبدالله السدحان; ليرسما معاً الضحكات القلبية على وجوه الملايين في «طاش العودة» في موسم رمضان، بعد غياب استمر 12 عاماً، وتضم حلقات الموسم الجديد مواقف وأحداثاً كوميدية متجددة، تعكس قضايا المجتمع، وانتظرها طويلاً جمهور «طاش» المتلهّف، وهي من إخراج محمد القفاص.
ناصر القصبي: «طاش» متوطن في وجدان الناس
أكد القصبي أن «الفكرة ليست في العودة، بل في التحدي الذي تتضمّنه العودة بعد تلك السنوات الطويلة، وفي الجديد الذي نحمله ونقدّمه». وأضاف: «اللعبة الدرامية هي ذاتها، والخبرات التي تراكمت خلال العمل خارج (طاش) كبيرة، والتحدي الحقيقي يكمن في توظيف ذلك كله في (طاش العودة)، والعمل على استعادة الشخصيات التي نامت لمدة 12 سنة، والإتيان بأفكار وطروحات جديدة تليق بانتظار الجمهور ومحبّته»،
وأوضح القصبي، أن صعوبة العمل في «طاش» كانت - ومازالت - تكمن في الشخصيات التي يتضمنها العمل، لناحية تداخلها معاً أحياناً. فتقمّص الممثل لكل شخصية من الشخصيات، والدخول فيها، يتطلّبان وقتاً وجهداً وتحضيراً قبل التصوير وأثناءه، ولعلّ صعوبة «طاش» خاصة تتجلّى في أن الشخصيات التي نقدمها فيه متغيّرة مع الحلقات، فما أن تبدأ في دخول الشخصية وتقمّصها حتى تنتهي مَشاهدها، لنبدأ بعدها التحضيرات لشخصية ومَشاهد جديدة، ذلك التحدي كان متواصلاً منذ بدأنا «طاش»، لكن الفرق أننا كنا نوقظ تلك الشخصيات ونعيدها في كل عام. أما اليوم، فاستعادتها تأتي بعد 12 عاماً، الأمر الذي يتطلب منا جهداً مضاعفاً كممثلين.
ويستطرد القصبي في هذا الجانب: «نحن كمحترفين يمكن أن نستفيد من خبراتنا الطويلة، وباعنا الذي نملكه في هذه الصناعة عموماً، وفي (طاش) تحديداً; لتحقيق تلك النقلة بين الشخصيات وتقمصها، لكن ذلك يحمل تعباً وألماً لنا كممثلين، وهذا بعكس العمل ضمن مسلسلات متواصلة الحلقات، إذ يعمل الممثل على التحضير للشخصية، وما إن يبدأ التصوير حتى يتقمّصها على مدى 3 أو 4 أشهر متواصلة - هي فترة التصوير - ما يزيده التصاقاً بالشخصية مع الوقت. أما في (طاش) فالأمر عكس ذلك تماماً، إذ قد لا يتجاوز تصوير مشاهد الشخصية أكثر من 4 أيام فقط، لننتقل بعدها إلى شخصية جديدة ضمن أحداث ومواقف وقصة وبناء درامي جديدة بالكامل، وهكذا.
وحول ما يحمله «طاش العودة»، والفرق بينه وبين أجزاء «طاش» السابقة، يوضح القصبي: «لقد اختلف الزمن، واختلفت المعطيات اليوم عن الماضي، ففكرة الطروحات النقدية التي تأطَّرَ ضمنها العمل خلال سنواته الأولى، وما تلاها في نحو عقدين من الزمن، والمحتوى النقدي الكوميدي الذي اعتدنا توجيهه عبر الحلقات لأداء بعض الأجهزة الحكومية العاملة في قطاع تقديم الخدمات للمواطنين، على سبيل المثال لا الحصر، كلها قد اختلفت، وتغير أداؤها خلال العقد الأخير، كما تغيرت احتياجات الناس ومتطلّباتها، لذا وجب علينا اليوم إجراء تغييرات حقيقية، أساسها استعادة العمل نفسه، واسترجاع جوّه العام، وشخصياته البسيطة التي أحبها الناس. عموماً، حاولنا التركيز أكثر على الجو الشعبي والكوميديا الخفيفة، كما عملنا على إرجاع بعض شخصيات (طاش) القديمة».
ويضيف القصبي: «أتوقع أن إطلالتنا بعد 12 عاماً من الانقطاع بحد ذاتها إيجابية; لناحية كونها خلقت حالة ترقّب لدى الناس، وفضولاً لمعرفة ما سنقدمه، لذا اعتبرنا أن الأهمية القصوى في (طاش العودة) هي في كيفية تقديم أفكار وطروحات وشخصيات وأجواء لطيفة وخفيفة على الناس، لاسيما أن العمل متوطن في وجدان الجمهور، وشخصياته مازالت حاضرة في ذاكرتهم، والأهم من ذلك أن (طاش) يتابعه المشاهدون من عمر الطفولة، وحتى كبار العمر والطاعنون في السن.;
ويختم القصبي: «حينما قررنا إعادة (طاش)، وضعنا نصب أعيننا أن العودة تحمل معها مخاطر جمّة، إذا تشير التجارب الدرامية والسينمائية حول العالم عموماً إلى أن استعادة وتجديد أعمال قديمة ناجحة أمر بالغ الصعوبة، ويحمل خطورة وتحدياً كبيرين، وغالباً قد لا يأتي الجديد بحجم نجاح القديم، إذ إن القديم قد ولّدَ حالة وجدانية لدى المشاهدين، تراكمت وتبلورت مع الزمن في ذاكرتهم ومخيّلتهم، الأمر الذي قد يجعل تقبّل الجديد دون مقارنات وأحكام مُسبقة أو حتى جائرة أمراً صعباً.
عبدالله السدحان: عودة «طاش» بلا مفاجآت
يوضح السدحان أن «(طاش) يبقى (طاش) في شخوصه وحالته وجوّه، وهناك مجموعة من الحلقات الجميلة بأفكارها وطروحاتها ومحتواها، سنتركها مفاجأة للمتلقي. كما أن هناك شخصيات جديدة بالكامل قدمها (أبو راكان)، وقدمتها أنا أيضاً». وأضاف السدحان: «أنا سعيد جداً بالتجربة، وأود أن أشدد على أن (طاش العودة) جاء ميسّراً من جميع النواحي اللوجستية والإنتاجية وظروف التصوير والعمل، وغير ذلك; فكل شيء كان ميسّراً، وفي مستوى التوقعات وأكثر».
وحول ما يشاع عن مفاجآت قادمة، يحاول السدحان مقاربة الأمر بطريقة موضوعية، فيقول: «دعونا لا نضخّم الأمور، فليست هناك مفاجآت بالمعنى الحرفي. الحلقات ستكون جميلة، وقد عملنا وحضّرنا جيداً في ورشة النص، وأنا سعيد وراضٍ عن الشخصيات التي قدمتها، وكذلك الأمر بالنسبة لأخي ناصر، وبقية الزملاء. إن (طاش) عمل صعب وسهل في آنٍ، فالمكتوب على الورق كان صعباً، لكننا قدمناه كما ينبغي، وبطريقة السهل الممتنع، وهنا مفتاح (طاش)، إن جاز التعبير، فخلال التصوير كنت أشعر بأنني في حلم!».
ويضيف: «العمل لايزال حاضراً في ذاكرة المشاهدين ووجدانهم، فالإعادات التي كانت تقدم للعمل عبر السنوات الـ12 الماضية - على مختلف المنصات - جعلته حاضراً على الدوام، فأنا أقابل أحياناً أطفالاً بعمر 7 و8 سنوات في الشارع، ينادونني بأسماء شخصيات قدمتها في (طاش)، أو أسمعهم يشيرون إليّ، ويقولون: (طاش طاش). فأقف وأتحدث معهم، وأجدهم لايزالون متابعين لأجزاء (طاش) القديمة».
ويختم السدحان: «أعتقد أن (طاش) يصلح للجميع ولكل زمان، فقد اعتدنا تقديم أفكار نقدية وكوميدية خلاقة، وأحياناً كوميديا سوداء. لكننا في هذا الموسم ركزنا على الجانب الكوميدي الخفيف، ولا ننسى أننا قدمنا الكثير من الطروحات النقدية في أجزاء (طاش) الماضية، وقد تحقق الكثير مما كنا ندعو إلى إصلاحه بنقدنا، ونجحنا في إحداث بعض التغييرات في جوانب معينة. لكننا، اليوم، سعينا إلى تقديم محتوى يلامس وجدان الجمهور، فكان تركيزنا منصباً على الجانب الاجتماعي والعلاقات الشخصية بأسلوب ساخر وجميل، ونأمل أن يكون (طاش العودة) عند حسن ظن الجمهور».