لم يتوقف الجدل الدائر حول مسلسل "كليوباترا"، منذ اللحظة الأولى للإعلان عن قرب عرضه عبر منصة نتفليكس، واستمرت المطالبات الغاضبة بوقفه من قبل عدد كبير من المصريين، الذين اعتبروا أن العمل أظهر كليوباترا ملكة أفريقية لا مصرية، خاصة مع كل السمات التي ظهرت بها في الصورة الترويجية للعمل.

 

 

وبعد صمت طويل، دافعت مخرجة العمل، تينا غرافي، عن خياراتها، وذلك الشكل الذي اختارته للملكة الأشهر عبر التاريخ، معربة عن امتعاضها بذات الوقت مما اعتبرته تفسيرات خاطئة، أطلقها البعض على عملها قبل رؤيته.
وقات غرافي، في تغريدة لها عبر "تويتر"، إنها فخورة جداً بمشاركة قصة كليوباترا عبر "نتفليكس"، رغم كل تلك الانتقادات، وإن كل ما تطلبه من الجمهور هو التمهل، متسائلة عن السبب الذي يزعجهم بسبب اختيارها ملكة سوداء،
وفي حوار صحافي أجرته غرافي، قبل أيام، بينت أن الانتقادات التي طالت اختيارها الممثلة أديل جيمس لتأدية دور الملكة كليوباترا، جاء معظمها من المصريين، الذين هم أفارقة بنفس الوقت.

 

 

وبينت أن النمطية السائدة في هوليوود كانت تقوم على التبييض، وتعني أن يُمنح الممثلون البيض أدواراً غير بيضاء، وهو الأمر الذي جعلها تعمل جادة لتصحيح ذلك المسار، ومنح السينما والأجيال الحالية خيارات أكثر تنوعاً، ومحو الصورة النمطية التي رسمتها هوليوود في عقول الأجيال لعقود طويلة بأن البيض هم دائماً المنتصرون.
وتساءلت مخرجة العمل: "لما كل هذه الضجة؟"، مؤكدةً أنها قامت بتحرير خيالها، ورسمت العالم قبل أكثر من 2000 عام، عندما وجدت ملكة استثنائية مازال العالم يذكرها حتى يومنا هذا.

 

 

 

واستنكرت غرافي الحملة التي تشن على المسلسل، قائلةً: "كيف لم يُثر الغضب نفسه اختيار الممثلة إليزابيث تايلور لتمثيل دور كليوباترا بفيلم (Cleopatra)، الذي صدر عام 1963، وحاز 4 جوائز أوسكار من أصل 13 ترشيحاً، إذ إنه اختيار غير دقيق جملة وتفصيلاً؟!".
وبخصوص إسناد دور الملكة لممثلة سمراء البشرة، بررت المخرجة خياراتها بأنه لا يوجد شيء مؤكد تاريخياً حتى إن نسب كليوباترا نفسه استند إلى عدد كثير من الروايات غير المتشابهة على الإطلاق، فمنهم من قال إنها من أصول إغريقية، وأرجع آخرون نسبها إلى الفرس، بينما اعتبرها بعض المؤرخين من المقدونيين.
وقالت غرافي: "رغم أن ذلك أيضاً ليس أمراً مؤكداً تاريخياً، فلم يكن إلا محاولة منها لتصحيح الأمور، ورواية حكاية كليوباترا، باعتبارها ملكة مصرية تمتعت بالذكاء والقوة والجانب الإنساني، بعيداً عن تصويرها المعتاد كامرأة ذات أنوثة طاغية، وشهوة جنسية عالية، ومدمنة مخدرات".
وتبين المخرجة أنها تميل بشكل عام إلى الرواية التي تقول إن أسرة الملكة اليونانية المقدونية تزاوجت مع الأسرة السلوقية، التي كانت تقطن مناطق غرب آسيا، ثم استوطنت مصر قرابة 300 عام، ما يعني أن كليوباترا مصرية من أصول متنوعة، وأن فرضية أن تكون بشرتها بيضاء تماماً مستبعدة وغير منطقية، وفق كلام غرافي.