تعد أمراض القلب والأوعية الدموية من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. فبحسب منظمة الصحة العالمية، يصل عدد الوفيات السنوية بأمراض القلبية الوعائية إلى ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر معدلات الوفيات السنوية بسبب الأمراض القلبية الوعائية، نظراً لشيخوخة السكان، وتأثير عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة.
وتشمل الأمراض القلبية الوعائية أي حالة تؤثر على القلب أو الدورة الدموية، مثل: النوبة القلبية، ومرض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والخرف الوعائي. ولكل هذه الأسباب، من المهم أن يستمر العلماء في البحث عن طرق جديدة للوقاية من هذه المجموعة من الأمراض، وتشخيصها، وعلاجها.
وساهم باحثون أستراليون، وفقاً لموقع New Atlas، المعني بالأخبار الصحية، في تسريع البحث بمجال أمراض القلب من خلال صناعة هياكل صغيرة تحاكي الأعضاء البشرية، تتم زراعتها في المختبر، باستخدام الخلايا الجذعية البشرية المتعددة القدرات، والتي يمكن إنشاؤها باستخدام الجلد أو خلايا الدم، بهدف الحد من مخاطر أمراض القلب.
ويقول جيمس هدسون، أحد الباحثين في الدراسة، إن دمج الخلايا الوعائية لأول مرة في عضلات القلب المصغرة أمر مهم، كونها تلعب دوراً رئيسياً في بيولوجيا الأنسجة، حيث إن الخلايا الوعائية تجعل العُضيات تعمل بشكل أفضل وتنبض بقوة، ما يعد سبقاً جديداً سيساعد على فهم القلب بشكل أفضل، ونمذجة المرض بدقة.
وكان علماء ألمان أعلنوا، مؤخراً، عن تطوير قلب صغير نابض، يمكن أن يمهد لوضع حد نهائي لأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين.
واستخدم فريق العلماء أكثر من 35 ألف خلية جذعية في القلب المصغر، لملاحظة تكوين قلب الإنسان، وتطوير قدراته، وفقاً لما ذكرت وكالة جام برس الإخبارية، حيث كان الهدف محاكاة إشارات الجسم، التي تتحكم في برامج معالجة القلب.
وقالت الدكتورة أليساندرا مويتي، بروفيسورة الطب التجديدي بأمراض القلب والأوعية الدموية، من جامعة "ميونيخ التقنية"، إن الأبحاث الطبية بينت أن قلب الإنسان يبدأ بالتكون بعد مرور ثلاثة أسابيع من الحمل، ويأمل فريق البحث العلمي أن يشكل الابتكار الجديد ثورة في إيجاد حلول لمشاكل أمراض القلب، متوقعين أن يحدثوا تقدماً طبياً، خلال أقل من عقد.