فاجأ نجم كرة القدم العالمية المعتزل، ديفيد بيكهام، العالم أجمع بعد إعلانه معاناته الدائمة اضطراب الوسواس القهري، الذي كان سبباً في جميع خلافاته مع زوجته المغنية السابقة فيكتوريا بيكهام، وضرب بيكهام أمثلة لمعاناته تلك، مثل قيامه ليلاً بتنظيف الشموع، وإزالة الشمع السائل من على الشموع، ومسحها من كل ما هو عالق بها، إضافة لعدم قدرته على قيامه بترتيب المشروبات الغازية بأعداد زوجية داخل الثلاجة، وقيامه بإخفاء ما هو زائد منها لعدم قدرته على مشاهدة أي عدد فردي منها.

 

 

ولا يعد بيكهام الوحيد من المشاهير الذين اعترفوا بمعاناتهم "الوسواس القهري"، فقد سبق أن أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إصابته بهذا الاضطراب، وأنه يخشى الجراثيم، لدرجة تجعله يغسل يديه، كلما صافح الآخرين.
واعترف الممثل الهوليوودي الشهير، ليوناردو دي كابريو، بإصابته بـ"الوسواس القهري"، وهو الذي تسبب له بالخوف من السير على العلكة، ورغبته في السير داخل الأبواب أكثر من مرة، وكانت المغنية الشهيرة كاتي بيري من الأشخاص الذين أقروا بنفس المعاناة، التي تمثلت في وجود هوس لديها بترتيب الأشياء، وتنسيقها حسب لونها.

 

 

ما "الوسواس القهري"؟
يعرف اضطراب الوسواس القهري بكونه مجموعة من الأفكار أو الصور التي تراود الإنسان بطريقة مزعجة ومتكررة وملحة، وفق ما بينت أخصائية الطب النفسي والإدمان، الدكتورة نسرين الدباس. وأشارت الدباس إلى أن الإنسان المصاب بهذا الاضطراب يدرك، تماماً، أن التصرفات التي يقوم بها غير منطقية، ولا يوجد لها أي معنى، لكنه يبقى عاجزاً عن التخلص منها.
وبينت أن هذه الأفكار تنتج عنها سلوكيات، يقوم بها الشخص المصاب بهدف التخلص من التوتر الداخلي، الذي يشعر به، ومن الأمثلة على ذلك أن من يعاني "وسواس النظافة" يشعر دائماً بأن يديه ليستا نظيفتين بما يكفي، وأنه بحاجة دائمة لغسلهما، ويكرر هذا التصرف الذي يسمى "السلوك القهري"، من خلال الغسل المتكرر للأيدي.
وأشارت أخصائية الأمراض النفسية إلى أن هذه الوساوس تتغير عند الشخص نفسه مع مرور الوقت، وتختلف من شخص لآخر أيضاً، ويكررون تصرفاتهم الغريبة باستمرار، مثل أن يقوم أحدهم بالتأكد من إغلاق باب المنزل كل فترة بسيطة، ويعيد هذا الفعل طوال الوقت.

 

 

وبعيداً عن تلك التصرفات، تشير الطبيبة النفسية إلى أن بعض الأشخاص يعانون وساوس تتعلق بالدين والجنس، لكنها تؤكد أن هذه الأفكار لا تعكس شخصية الإنسان الحقيقية، كونها تأتي إليه دون رغبة منه، فهي تزعجه كثيراً، وتؤثر على حياته ومزاجه، ودراسته بشكل عام.
وحسب الدباس، فإن نسبة المصابين بهذا الوسواس تبلغ حوالي 1-2% من المجتمعات، ويصيب الذكور والإناث على حد سواء، وغالباً تبدأ أعراضه مبكراً، عندما يبلغ الإنسان عمر الـ12 عاماً، وفي حال لم يتم علاجه مباشرة فإنه قد يتفاقم بشكل أخطر، ويؤثر على حياة المصاب بكل تفاصيلها.
وبخصوص العلاج، إن أفضل طريقة له هي الدمج بين العلاج الدوائي والسلوكي، مع أهمية الالتزام بالجانبين، ما غالباً تأتي بنتائج ممتازة.