لم يبق شيء إلا وصار تدخل الذكاء الاصطناعي به من البديهيات، فبعد أن انشغل الناس بتطوير الأنظمة الحاسوبية الذكية، والحديث عن حلول الذكاء الاصطناعي في الوظائف، جاء دور تدخله في موضة الأزياء، واتجاهات الألوان والأفكار التي سيتم تقديمها.
وأبرز تخوف يواجه محبات صيحات الأزياء التي تتكرر كل صيف، هو أن يطغى التشابه على الألوان و"اللوك" والقصات المتداولة، حيث سيؤدي هذا التشابه إلى فقدان كل مصمم لمسته الخاصة، وفقدان كل دار أزياء ما يميزها عن الأخرى، وهو الأمر الذي سيفقد المهنة خصوصيتها.

 

 

لكن مع إقامة أول عرض أزياء مصمم بالكامل باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي، نهاية شهر أبريل الماضي، بمقر "سبرينغ ستوديوز" في مانهاتن، الذي عادة يستضيف عروضاً "حقيقية"، أبرزها أسبوع الموضة في نيويورك، عاد الحديث عن إلغاء الإبداع البشري، واستبداله بالذكاء الاصطناعي، إلى الواجهة من جديد.

 

 

ولا يعتبر هذا العرض أول تدخل للذكاء الاصطناعي في عالم الموضة، إذ عمد بعض المصممين إلى الاستعانة بالبرمجيات الإلكترونية، للمساهمة في تصميم الملابس وتصنيعها وبيعها، وذلك من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بسلوك المستهلك واتجاهاته، وهذا ما دفع دور الأزياء الكبيرة، وحتى شركات تصنيع الملابس السريعة لاستخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً أدوات التسويق التي تساعدها على تحليل البيانات لتحديد أفضل استراتيجيات التسويق، واستهداف العملاء المناسبين، وزيادة تأثير الإعلانات. وهو ما يساعد على توفير الوقت والمال ومنافسة الشركات الباقية وتحديد الاتجاهات الجديدة والأسواق الناشئة، والوصول إلى عميلات جديدات، وتحقيق المزيد من المبيعات.
وقد تكون الإيجابية الوحيدة، هي ما يرتبط بالأزياء المستدامة والصديقة للبيئة، إذ تعتبر صناعة الملابس واحدة من أكثر الصناعات تلويثاً على الأرض، وقد يساعد الذكاء الاصطناعي على تخفيف حجم وحدة التلوث.