يضطر الكثير من الآباء أو الأمهات للانفصال عن أطفالهم لأوقات مؤقتة، لأسباب متعددةٍ، تفرضها ظروف الحياة كالسفر أو العمل، وحتى المرض في بعض الأحيان.
وفي مثل هذه الحالات، فمن الضروري جداً ألا يختفي أحد الأبوين بشكل مفاجئ عن طفله، إذ تؤكد الأخصائية النفسية الدكتورة سهير هاشم، ضمن سلسلة النصائح التي تقدمها في منصاتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن غياب أحد الأبوين بشكل مفاجئ، ليس أمراً صحياً على الإطلاق، وتنتج عنه آثار سلبية كبرى تلحق بالطفل، وقد يؤدي إلى إصابته بقلق الانفصال.

 

 

وتشير الطبيبة النفسية، المتخصصة في الطفولة، إلى أن الأصح، دائماً، هو إبلاغ الطفل بغياب أحد أبويه بشكل مسبق، وعدم الهروب والاختفاء دون سابق إنذار، إضافة لأهمية تحديد المكان المراد الذهاب إليه، والفترة الزمنية لهذا الغياب، وأن تكون بصيغة يفهمها الطفل وفقاً لعمره. فعلى سبيل المثال، إذا أراد الأب السفر لمدة 3 أيام، فعليه إبلاغ طفله بأنه سيعود بعد أن ينام طفله ليلاً ثلاث مرات، وذلك أن مفهوم الوقت عند الصغار يختلف عنه لدى الكبار، وقد يعتبر الطفل أن ثلاثة أيام هي مدة طويلة جداً.
ومن الخطوات، التي يتوجب على الوالدين اتباعها عند غياب أحدهما، هو استمرار الآخر بذكره، فإذا كان الأب مسافراً، فعلى الأم أن تحرص على أن تستمر بالحديث عنه بالإيجاب، لتشعر أطفالها بأن غيابه جسدياً لا يعني نسيانه، أو أنه غير مهتم بهم، أو غير موجود بشكل روحي معهم.

 

 

وتكمل الدكتورة هاشم نصائحها، التي توجهها إلى الأبوين، مشيرةً إلى أهمية أن يبقى الأب أو الأم على تواصل دائم مع الطفل خلال غيابهما، خاصة أن التكنولوجيا سهلت الأمر كثيراً، ويحبذ أن يتم إرسال الرسائل الصوتية باستمرار، إضافة إلى إجراء مكالمات الفيديو، لمرة واحدة يومياً على الأقل.
وتنبه الأخصائية النفسية الأهل إلى أن عليهم ألا يفاجئوا عند عودتهم، في حال لم يلقوا ترحاباً كبيراً من قبل طفلهم، ولم يركض إليهم ليحتضنهم مباشرة، كما كانوا يتخيلون، إذ إن كثيراً من الأطفال لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم بشكل مباشر وصحيح، وهو أمر طبيعي لا خوف منه. وتكمل أن أغلبية هؤلاء، خاصة الذين لايزالون في أعمار صغيرةٍ، يتقربون من الأب أو الأم الغائب عنهم بعد مدة وجيزة، وقد يقربون إليهم لعبة أو أمراً ما يخصهم، ما يعني أنهم باتوا جاهزين للتواصل من جديد.