في كثيرٍ من الأحيان، يستخدم كبار الشخصيات ملابسهم لإعلان بعض المواقف، أو إرسال رسائل مبطنة من خلالها، وبلا شك إن العائلة الملكية البريطانية هي أكثر من يستخدم هذه الحيلة.
ومن المعروف أن الملك تشارلز الثالث هو أحد رجال العائلة أناقةً طوال الوقت، رغم أنه أحياناً يرتدي أزياء منخفضة التكاليف، حتى إن مجلة "جي كيو" أدرجته في المرتبة الـ50 في قائمة أفضل الرجال لباساً لعام 2012، وأشار الكثير من خبراء الموضة، وقتها، إلى أن تشارلز يتجاوز الموضة، حيث إنه نموذج أصلي للأناقة.
وإلى جانب ذلك، لا يفتقر أسلوبه إلى المعنى، حيث من المعروف أن الملك يستخدم ملابسه لجذب الانتباه إلى بعض أسبابه المفضلة، وقد استخدم أيضاً رمزية ملابسه، لإظهار مدى جدية تعامله مع منصبه الملكي.

 

 

هنا، نرصد بعض الرسائل الخفية في ملابسه:
معطف تشارلز، البالغ من العمر 40 عاماً، هو موقف ضد الموضة السريعة.
ليس بالأمر الخفي عن أحد أن الملك تشارلز يهتم بالاستدامة، ولديه موقفٌ ثابتٌ من دعمها، ونظراً لذلك فإنه لا يخشى ارتداء الملابس لإثبات ذلك.
وفي 1 يناير الماضي، ذهب العاهل البريطاني إلى الكنيسة مع زوجته كاميلا، وخلال هذه النزهة، التقطت الكاميرات الملك وهو يرتدي معطفاً رائعاً من الصوف، كان قد ارتداه عام 1988، في زيارة منفصلة إلى ساندرينغهام. وكانت الرسالة الخفية وراء معطف تشارلز واضحة، حيث إنه استخدم معطفه القديم لإظهار موقفه من الموضة السريعة، أي أراد أن يقول إنه حتى لو كان ملكاً لن يرتدي عناصر جديدة طوال الوقت.

 

 

بدلاته المرقعة رسالة حول الموضة المستدامة:
كما ذكرنا، سابقاً، إن الملك تشارلز يهتم بالاستدامة بشكلٍ كبير، لذا فقد عرف عنه أنه يتميز برغبته في إعادة استخدام الملابس القديمة. ويقوم بإصلاح ستراته وبدلاته. ففي عام 2013، عندما تلفت بدلته ذات الصدر المزدوج، أضاف تشارلز رقعة إلى القطعة لتغطية المكان التالف. 
وفي العام نفسه، ظهر تشارلز مرتدياً سترة بستنة مليئة ببقع متعددة الألوان، لذا فإن هذه البدلات هي رسالة للجمهور بضرورة استخدام القديم، واتخاذ نهج الاستدامة.

 

 

ملابس تشارلز في حفل زفاف ميغان وهاري تعلم الاعتدال:
إذا كان أفراد العائلة الملكية لا يخشون شراء الملابس الباهظة الثمن خلال الأوقات العادية، فإنهم لن يتخلوا عن ذلك في أوقات المناسبات وحفلات الزفاف، إذ وفقاً لأحد التحقيقات الصحافية، فإن تكلفة فستان زفاف ميغان ماركل بلغت 265 ألف دولار، بالمقارنة مع فستان زفاف كيت ميدلتون الذي بلغ 250 ألف جنيه إسترليني (حوالي 310 آلاف دولار).

ووسط ثقافة الاستهلاك هذه، كان الملك تشارلز الثالث مختلفاً تماماً، حيث امتنع عن شراء بدلة جديدة في حفل زفاف ابنه هاري، وارتدى بدلًا من ذلك معطفاً رمادياً فاتحاً من عام 1984.
وعندما سئل عن سبب إعادة ارتدائه بدلة قديمة في هذه المناسبة، أوضح تشارلز تحفظه على شراء شيء جديد، قائلاً: "لقد فكرت في الأمر. لكن طالما يمكنني الاستمرار في ارتداء معطف ما، فأنا أرتديه، لكن إذا لم أستطع ارتداءه بسبب خللٍ ما، فعندئذ يجب أن أصنع شيئاً جديداً".

 

 

أحذية تشارلز المعاد تصنيع نعلها تنقل إيمانه باقتصاد الملابس:
إلى جانب أنه يتخذ الاتجاه المستدام، فإنه يفكر أيضاً في البدائل الصديقة للبيئة لاقتصاد الموضة، حيث يؤمن تشارلز باتباع نظام يعتمد على إصلاح الملابس التي لديه بالفعل، بدلاً من استبدالها باستمرار، ومنها الأحذية.
وبهذا الخصوص، قال تشارلز ذات مرة: "تصادف أنني أحد هؤلاء الأشخاص الذين سيحصلون على أحذية يتم إصلاحها إذا استطعت ذلك، بدلاً من مجرد التخلص منها، لهذا السبب أعتقد، من وجهة نظر اقتصادية، أن هناك فرصًا هائلة للناس حتى الشركات الصغيرة للمشاركة في الإصلاح والصيانة وإعادة الاستخدام"، ولإثبات مدى إيمانه بهذا المبدأ، غالبًا يرتدي تشارلز أحذية تم إصلاحها.

 

 

ملابس تتويجه تنقل نيته أن يكون ملكاً حديثاً:
سيكون اختيار الملك تشارلز لملابسه في يوم تتويجه رسالةً للكثيرين بأنه ملكٌ حديث، وستشير إلى نواياه لبقية فترة حكمه، إذ وفقاً لما ذكره أحد المطلعين على شؤون العائلة الملكية، فإن تشارلز يخطط لكسر التقاليد بزيه الخاص بالتتويج، لذا فإننا لن نراه يرتدي الجوارب الحريرية، والرداء الذي ارتداه الملوك من قبله، فبدلاً من ذلك اختار تشارلز على ما يبدو ارتداء زي عسكري.
ويعد هذا الخروج الكبير على التقاليد بمثابة علامة على أن تشارلز لا ينوي أن يكون ملكاً عتيقاً، يركز على الحفاظ على البروتوكول منذ قرون، بل إنه يعرض موقفه في أن يكون ملكاً تطلعياً، وأنه يصمم على الحلم بمستقبل أفضل.