تعودنا على تحذيرات يطلقها الآباء لأبنائهم، من خطورة البدء بتناول المثلجات والآيس كريم مبكراً، والانتظار حتى اشتداد حرارة الجو، كي لا تتأثر صحتهم ويصابوا بنزلات البرد مع نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف، وهو موعد تبدل وتغير الفصول.

لكن الجديد، هو التحذير الذي يطلقه موقع "هاوس بيوتفل"، البريطاني، المعني بالصحة العامة، والذي لا يحذر من تناول الآيس كريم والمثلجات في مثل هذا الوقت، بل يدعو للانتباه من ماكينات صنع الآيس كريم، خاصة تلك التي تقدم المثلجات في مخروط من البسكويت، وتتميز بمذاقها الشهي، ومظهرها المغري.

ويستند الموقع الصحي في تحذيره إلى صعوبة الاهتمام بنظافة هذه الماكينات بشكل دائم، وسهولة استيطان البكتيريا الضارة في جنباتها، كما أن هذه المثلجات عند بيعها للأطفال خاصة، تكون مكشوفة وعرضة للتلوث، خاصة أن مثل هذه الماكينات تحتاج لتنظيف حقيقي مرتين في اليوم الواحد، وفقاً لمنظمة سلامة الأغذية الأميركية.
ولا يتوقف الأمر عند ضرورة التنظيف، بل يمتد إلى صعوبة تنظيف مثل هذه الماكينات، خاصة تلك الأجزاء التي يصعب فك قطعها، عدا بقاء المثلجات لساعات طويلة داخلها، في حال عدم بيعها، ما يعطل بالتالي المحافظة على تنظيفها بشكل دوري.

ومن المشاكل التي تعتبر سلبية لماكينات الآيس كريم، هي حاجة المثلجات إلى تخزينها بدرجة حرارة أقل من 4 مئوية، دون الوصول إلى التجميد الكامل، وهو الأمر الذي لا تضمنه في معظم أنواع الماكينات، التي يمكن أن تفصل عنها الكهرباء، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى خراب المنتج.

ومعروف أن مثلجات الآيس كريم، هي حلوى مجمدة معدة من الحليب أو من الماء والسكر، وقد تضاف إليها الفاكهة، وهي ما يطلق عليها في بعض اللهجات الآيس كريم أو الجيلاتي أو البوظة. وقد تصنع أيضاً من هريس الفاكهة المجمدة أو من عصير الفاكهة، ويُسمَّى صانعُها وبائعُها ثلَّاج.

بدأت قصة المثلجات منذ عصور طويلة، حيث استخدمها الرومان والفرس في عام 400 قبل الميلاد، وكذلك الصينيون. ففي عام 200 قبل الميلاد، تم خلط الحليب المجمد مع الأرز. وفي عام 1295، بدأ أثرياء إيطاليا يضيفون اللبن إلى الثلج لتنتج المثلجات من اللبن المثلج. وفي عام 1533، عندما أصبحت الأميرة الفلورنسية كاثرين دي ميديشي، ملكة فرنسا بعد زواجها من الملك هنري الثاني ملك فرنسا، انتقلت معها خلطة اللبن المثلج من إيطاليا إلى فرنسا، وبعدها أصبح عدد من طهاة فرنسا ينتجون المثلجات بأطعمة لذيذة، كما قام أحد هؤلاء الطهاة بافتتاح محل لبيع المثلجات المضافة إليه نكهات مختلفة، مثل: الشوكولاتة، والفراولة.