لفتت المخرجة السعودية، أفنان باويان، الأنظار إليها بشدة، بعد عرض فيلمها الأنيميشن "سليق"، ضمن افتتاح عروض "مهرجان أفلام السعودية"، في دورته التاسعة، الذي يقام حالياً في مدينة الظهران.
ويحمل الفيلم، الذي يعرض للمرة الأولى، رسالة التعايش والانفتاح الثقافي على الآخر، حيث يحكي قصة امرأة كبيرة في السن، اسمها "هاجر" من مدينة جدة، تعيش وحيدة بعد أن غادرها أبناؤها، إما للزواج أو العمل أو الدراسة، وقد اعتادت من ابنها الكبير زيارتها مع حفيدتها (لولو)، التي تحب طبق السليق. وفي اليوم المتوقع قدومهما فيه، تبدأ "هاجر" بإعداد السليق، لكنّ اتصالاً مفاجئاً من ابنها يعتذر عن زيارتها لظرف طارئ أحزنها كثيراً، وعليها أن تواجه طبيعتها المستقلة بعناد، عندما تتسبب بطريق الخطأ في دخول طيور إلى المطبخ أثناء انشغال "هاجر" بالمكالمة، ويسقط الأرز من قدر السليق، ويتراكم فائض قدر الأرز المغلي، ويتحول إلى فيضان يهدد منزلها، وتقع كارثة في منزلها، فكيف ستحل "هاجر" المشكلة وهي تقطن في حي، رحل عنه معظم سكانه المحليين، وتسكنه جاليات من جنسيات مختلفة، ومليء بالغرباء، ما يجعل التواصل معهم صعباً لاختلاف اللغة، فهذا ما سوف يطرحه الفيلم.
فيلم "سليق" من كتابة وإخراج أفنان باويان، ويأتي بعد أن خاضت تجارب مختلفة، منذ دخولها عالم الأفلام، قبل أربع سنوات، ومشاركتها ككاتبة نصوص ومشرفة على 7 أفلام روائية طويلة.

 

 

في تصريحات صحافية لها، عقب عرض فيلمها "سليق" في "مهرجان أفلام السعودية"، قالت أفنان إنها اختارت تقنية "ستوب موشن أنيميشن"، لتقدم نفسها للجمهور من خلالها، حيث يتم الاعتماد في هذه التقنية على صناعة مواقع تصوير حقيقية مصغرة، ودمى مصغرة مصنوعة من البلاستيك، ويتم تحريكها وتصويرها كل ثانية، وبالتالي يتم تجميع هذه الصور لتكوّن حركة أو توهم بحدوث حركة. وأشارت أفنان إلى أنها استوحت قصة الفيلم من والدتها "هاجر"، وقوة تحملها، ورباطة جأشها، بعد وفاة والدها.

 

 

من الكيمياء إلى صناعة الأفلام:
عرفت المخرجة السعودية بشغفها بالكيمياء والتعليم الذاتي قبل أن تتحول إلى كتابة وإخراج الأفلام، فقد درست المخرجة صاحبة الـ33 عاماً الكيمياء، عكس رغبتها التي تمثلت آنذاك بدراسة أحد تخصصات الحاسوب.
وشكل أحد المؤتمرات العلمية، الذي شاركت به خلال دراستها الجامعية، نقطة تحول في حياتها، إذ قامت بصناعة فيلم علمي "أنيميشن"، واستطاعت الفوز من خلاله بالمركز العاشر على مستوى السعودية، ما دفعها للبدء بالبحث والقراءة عن عالم الأنيميشن، ومحاولة فهمه أكثر وأكثر.
تقول أفنان، في أحد لقاءاتها السابقة، إنها عرفت منذ صغرها بخيالها الواسع، الأمر الذي بدأ يعود لها منذ تلك اللحظة، وقررت دراسة كتابة السيناريو ذاتياً بتلك الأوقات. لطالما راهنت على تحقيق حلمها بكتابة وصناعة أفلام الأنيميشن التي تجذبها بشكل كبير، كون هذه النوعية من الأفلام تصنع وتبنى ابتداءً من الصفر.
وتركز أفنان بكتابتها على المواضيع التي تشابهها وتلامسها، حتى لو لم تكن قد عاشتها في الواقع، إذ إنها تحاول عكس القصص التي سمعتها من الآباء والأجداد.

 

 

وقد جاءت أول تجربة فنية حقيقية لها عن طريق الصدفة، وكانت عام 2018، عندما تم اختيارها للعمل مشرفة نص سينمائي، بعد أن قرأت إعلاناً في "إنستغرام" لأحد المنتجين، ورغم أنها لم تكن تمتلك أي خبرة بهذا المجال، فإنها آمنت بقدرتها على القيام بهذه الوظيفة، وتم اختيارها بالفعل، فكانت تجربتها الأولى في فيلم "الملاهي"، للمخرج وائل أبومنصور، وشكل هذا العمل نقطة انطلاق حقيقية لها إلى عالم الاحتراف.