ينشد العالم كله العيش في سلام ومحبة، بعيداً عن كل اختلاف ونزاع وحرب لا تؤدي سوى للخراب والدمار.
وقد عرف السلام بأنه هدف منشود، دعت له كل الأديان منذ اليوم الأول للخلق وحتى يومنا هذا، وتقول الأمم المتحدة في تعريفها الرسمي، ودعوتها لهذا اليوم، إن العيش معاً بسلام هو أن نتقبل اختلافاتنا، وأن نتمتع بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين، والتعرف عليهم واحترامهم، والعيش معًا متحدين في سلام.

وظهرت هذه الدعوات بشكل جاد، وبدأت المناداة بضرورة وجود يوم يحث البشر على العيش معاً بسلام وأمان بعد ذلك الخراب الذي أحاط الكرة الأرضية، نتيجة الحرب العالمية الثانية، وما نتج عنها من تأسيس للأمم المتحدة التي كان واحداً من أسمى أهدافها تحقيق السلام بين الدول والشعوب.

ويمثل هذا اليوم، بشكل عام، دعوة مفتوحة لجميع الدول والبلدان في العالم، لتعزيز المصالحة، وضمان السلام والتنمية المستدامة، من خلال العمل مع المجتمعات المحلية فيها، والزعماء الدينيين، وكل جهة ذات صلة قادرة على التأثير بالسكان، وترسيخ مبادئ الحب والسلام لديهم، وتعزيز قيم التسامح والتعاطف بينهم.
وعرفت الإمارات بكونها سباقة في العالم بتجذير هذه المبادئ وتقنينها وتشريعها، فاستحدثت عام 2016 منصب وزير دولة للتسامح، بهدف منع الكراهية، ونبذ كل أشكال التمييز بين أي شخص مقيم على أرضها، أو مواطن فيها.

  • الإمارات نموذج للتعايش

وعرف المجتمع الإماراتي بكونه مجتمعاً متسامحاً محباً، داعياً للعيش بسلام منذ اليوم الأول لتأسيس الدولة، وتوارثت الأجيال ثقافة التعايش والمحبة، جيلاً بعد جيل.
وكانت الإمارات في طليعة دول العالم التي أسست ونشرت قيم التعددية وقبول الآخر، ثقافياً وفكرياً ودينياً وطائفياً.
ويمكن لأي إنسان أن يلمس هذا الأمر في دولة نبذت الكراهية دائماً، وألهم قادتها كل من فيها للعيش معاً في سلام، فكان مجتمعها متنوعاً بالعرق والدين والمذهب والثقافة، ويقبل كل واحد منهم الآخر، ويقدره ويحترمه؛ فشكلت الإمارات نموذجاً حقيقياً لعيش الشعوب معاً في سلام ووئام.
وكان توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتسمية مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف باسم "مسجد مريم أم عيسى" عليهما السلام، واحداً من الأمثلة الحية الحاضرة لإيلاء الدولة اهتماماً غير منقوص لعملية التسامح والعيش معاً في سلام.
وسبق ذلك أن أطلقت الدولة، عام 2017، اسم جسر التسامح على أجمل جسر للمشاة في إمارة دبي، التي يعيش فيها البشر من كل الأجناس والأديان متفاهمين متوادين متحابين.
وأعلنت الإمارات، سابقاً، أن عام 2019 هو عام التسامح، فكانت معظم الأنشطة المقامة به تدعو إلى حمل كل قيم العيش معاً بسلام، والتسامح مع الآخرين، وتقبلهم على اختلافاتهم، ونبذ العنف والكراهية.