دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على الاهتمام بإرثها القديم، من خلال إحياء كل التفاصيل التي عاشها الرعيل الأول من الجيل المؤسس لدولة الإمارات، في إشارة مهمة لصون الإرث الثقافي، وإحياء تراث الآباء.

  • كرنفال القفال.. الحفاظ على الرياضات التراثية ثقافة إماراتية أصيلة

ومن أبرز مظاهر صون التراث التي تحافظ عليها الدولة، كرنفال سباق رياضة القفال، التي دشنها لأول مرة، المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، عام 1991، حيث اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الفترة من 26 إلى 28 مايو الحالي، موعداً لانطلاق الدورة الثانية والثلاثين من سباق القفال للمسافات الطويلة، من جزيرة صير بونعير وحتى شواطئ دبي، والمخصص للسفن الشراعية المحلية 60 قدماً، والذي ينظّمه نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، في ختام فعاليات الموسم الرياضي البحري 2022-2023.

ويمثل سباق القفال تجسيداً لماضي الآباء والأجداد، وإحياء لذكريات قديمة، وتاريخ أقربه وقع قبل عام 1963، وهي الذكريات التي ستبقى نبراساً مضيئاً لكل الأجيال القادمة، في ظل تواصل الحفاظ عليها، وإحيائها من قبل رجال مؤمنين بأنه لا حاضر من دون ماضٍ.

  • ثقافة إماراتية أصيلة

والقفال هو تجسيد للعيد الذي كان يعيشه الآباء والأجداد في الماضي، عندما يحين موعد العودة إلى أرض الوطن بعد انتهاء رحلات الغوص والتجارة، شوقاً إلى أحضان الأهل بعد غربة أربعة أشهر مفعمة بالكفاح والصراع مع البحر ومفاجآته، بحثاً عن لقمة العيش.

النجاحات الكبيرة التي حققها سباق القفال، منذ بدايته عام 1991 وتطوره، حتى أصبح الحدث التراثي البحري الأول والسباق الأكبر على الإطلاق في منطقة الخليج، كان سببه الرئيسي والمباشر عمل الجميع بروح الفريق الواحد لإنجاح الحدث، وخروجه بالشكل الذي يليق بمكانته الكبيرة، برعاية مباشرة واهتمام دائم ومتواصل من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يولي السباق رعاية خاصة.

ويتزامن سباق القفال، هذا العام، مع احتفال نادي دبي الدولي للرياضات البحرية باليوبيل المرجاني، وإكماله 35 عاماً من النجاحات والإنجازات.
وانطلق السباق بالنسخة الأولى في 23 مايو عام 1991، بمشاركة 53 قارباً من القوارب الشراعية المحلية فئة 43 قدماً، حيث نجح طاقم القارب "العوير 47" في الفوز باللقب، وشهد الحدث تحولاً كبيراً في النسخة الثالثة عام 1993 بإقامة سباقين في الحدث الأول للسفن الشراعية 60 قدماً، وفاز به طاقم "منصور 36"، والقوارب الشراعية 43 قدماً، وفاز بالسباق طاقم القارب والأزيب 22، حيث أثبتت السفن قدرتها على تحمل أمواج بحر الخليج العربي، ليتم اعتمادها رسمياً في النسخة الرابعة.