يحن أبناء الجيل الحالي لوصفات الطعام التقليدية القديمة بين الحين والآخر، حيث يبرع الأجداد في صناعة أنواع الطعام التقليدي، الأمر الذي يغري الآباء بتجربته من باب استعادة الذكريات الأولى، وكذلك الأحفاد الذين يتوقون لمعرفة شكل وطعم وطريقة إعداد مثل هذه الوجبات.

ومما لا شك فيه، أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي سهلت إعادة انتشار وجبات الطعام التقليدية، من خلال نشر فيديوهات وصور لأشخاص متخصصين في صناعة الطعام التقليدي، كما تخصص المهرجانات التراثية، أيضاً، أركاناً بارزة، بهدف إحياء هذه الأنواع من المأكولات.

ومن بين أصناف الطعام التقليدية، يبرز طبق "الجامي"، الذي يفضل تناوله في الصباح المبكر، كونه يمد الجسم بالطاقة والحيوية اللازمتين طوال اليوم، وينظر إليه باعتباره وجبة إفطار كاملة، فهو يتكون من: لبن الماعز (أو البقر)، والتمر، والسمن العربي.

وتمرّ صناعة "الجامي" التقليدي الشهي بمراحل عدة، بحسب مواقع طهي متخصصة في الأكلات الشعبية، حيث يجمع الحليب أولاً، ويضاف إليه اللبن، وبعد خلطه، ينقل إلى "السقي"، وهو وعاء مصنوع من جلد الماعز، ثم يقوم صناع "الجامي" بخض "السقي" لفترة طويلة، بهدف فصل الدسم عن اللبن، للحصول على زبدة "الجامي"، وبعد الانتهاء من استخراج الزبدة، تبدأ المرحلة الفعلية لصناعة "الجامي"، من خلال سكب اللبن في وعاء، ثم يوضع على نار هادئة لمدة لا تتجاوز عشرين دقيقة، شرط ألا تصل الحرارة إلى درجة الغليان حتى لا يتغير طعمه، ويظل محافظاً على تماسكه. ومع مرور الوقت، يبدأ "الجامي" في الطفو على الماء، وبعد أن ينعزل بصورة تامة، ويصبح على شكل قالب أبيض، يترك فترة طويلة إلى أن يفتر، ويأخذ طعمه الأصلي، ليسهل بعد ذلك نقله إلى وعاء آخر (طبق)، ويضاف إليه السمن العربي، والتمر، ثم يؤكل.