الثقة بالنفس واحدة من أهم السمات التي يجب على الجميع اكتسابها، لأنها تمنح أصحابها مميزات أخرى أيضاً، إذ أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بالثقة، يكسبون المزيد من المال، ولديهم علاقات أكثر سعادة، وعادة  يكونون الأكثر نجاحاً، مقارنة بأقرانهم الأكثر خجلاً.

عندما تكون واثقاً بنفسك، فأنت تؤمن بقدراتك، وتحافظ على حس الكفاءة في كل ما تفعله، بينما يقوض ضعف الثقة بالنفس إيمانك بقدرتك على أن تكون ناجحاً ومختصاً، ويتجلى تدني الثقة بالنفس في شعور ثابت بالدونية، يمكن أن يمنعك من إحراز تقدم، وتحقيق أهدافك في الحياة.

ومن المثير للاهتمام أن الكثير من الناس لا يعرفون بالضبط أين يقفون من حيث مستوى ثقتهم، إذ يشعرون بالثقة في أحد جوانب حياتهم، لكنهم يفتقرون إليها في مجال آخر، بينما هناك أشخاص يعانون قلة الثقة بالنفس، لكنهم لا يعرفون كيف يتخطون هذه المشكلة لأنهم لا يعرفون سببها.

نرصد لكم، هنا، أبرز أسباب عدم الثقة بالنفس، وكيفية علاج ذلك!

أسباب عدم الثقة بالنفس:

هناك مجموعة من الأسباب تقف وراء عدم الثقة بالنفس، ومنها ما يلي:

1. صدمات الطفولة:

هناك أسباب عدة لعدم الثقة بالنفس، إذا تعرض شخص ما لصدمة أثناء طفولته، فيمكن أن يكون لها تأثير دائم في مرحلة البلوغ، حيث تتشكل شخصية الطفل في سنوات طفولته، لذا إن الطفولة المختلة يمكن أن تثير مشاعر ضعف الثقة طوال الحياة.

ويمكن للأطفال الذين ينشؤون في منزل يعاني الأزمات والخلافات المستمرة، أن يشعروا بعدم الثقة بالنفس، وبمجرد أن يكبر هذا الطفل، يصبح خجولًا، وغير قادر على مواجهة العالم بثقة.

2. المظهر العام:

غالباً، يجد الأشخاص الذين يعانون السمنة، أو يجدون مظهرهم غير متناسق بأي شكل من الأشكال، صعوبة في أن يكونوا واثقين بأنفسهم، فيكونون صورة ذاتية سيئة.

إذا كان شخص ما يميل إلى النظر إلى مظهره بطريقة سيئة، فمن المحتمل أن يخجل من التجمعات والتنزهات والظهور أمام عدد كبير من الناس، خاصة الغرباء بالنسبة له، ويرفض مواجهة العالم.

3. التعرض للإساءة:

تفقد الإساءة، التي يتعرض لها الشخص ثقته بنفسه مهما مرّ عليها الوقت، وأحياناً تجعل من الصعب الاستمتاع بالحياة، حيث تجعل الصدمة، وسوء المعاملة، الفرد يشعران بعدم التقدير وقلة الذات. علاوة على ذلك، ربما يجد الشخص استراتيجيات غير صحية، للتعامل مع الصدمة التي عاناها، مثل أن يكون انطوائياً، أو خجولاً.

4. وظيفة غير مناسبة:

ربما لديك وظيفة لا تتناسب مع مهاراتك، أو لا تكتسب منها خبرة تعزز ثقتك بنفسك، أو ربما تكون جديداً في الشركة، ولا تشعر بالقدرة على النجاح، أو ربما تشعر بالتهديد من زملائك، أو بالتوتر من فقدان وظيفتك، وعادة تكون الوظائف غير الملائمة سبباً شائعاً لانخفاض الثقة.

5. حالات الفشل.. والرفض:

ليس من المألوف أن يستوعب الناس حالات الفشل أو الرفض السابقة، ما يسمح لهذه التجارب السلبية بتشكيل صورة ذاتية منخفضة، ويمكن أن يظهر هذا الاستيعاب بعد ذلك على أنه شك في الذات، ما يجعل الأفراد يترددون عند مواجهة تحديات جديدة.

6. توقعات غير واقعية:

يضع الكثير من الناس أهدافاً غير واقعية، أو يتوقعون الكمال من أنفسهم، وعندما لا نصل إلى هذه التوقعات، قد نشعر بعدم كفاية ونشكك في قدراتنا، وهذه الدورة من وضع معايير عالية بشكل مستحيل، تزيد الشعور بالإحباط عندما لا نلبيها، ويمكن أن تضعف ثقتنا بأنفسنا بمرور الوقت.

7. الحديث الذاتي السلبي:

عندما ننتقد أنفسنا باستمرار، ونركز على عيوبنا، يصبح من الصعب التعرف إلى نقاط قوتنا وإنجازاتنا، ويمكن أن يصبح هذا الناقد الداخلي عقبة كبيرة في تطوير الثقة بالنفس، ما يجعل من المهم تحدي الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية.

8. المقارنة الاجتماعية:

في عالم اليوم، المدفوع بوسائل التواصل الاجتماعي وحياة المدونين والمؤثرين، من السهل الوقوع في فخ مقارنة أنفسنا باستمرار بالحياة، التي تبدو مثالية للآخرين.

لذلك، من الضروري أن نتذكر أن لكل شخص معاناته، وأن مقارنة أنفسنا بالآخرين لا تؤدي إلا إلى تقويض ثقتنا بأنفسنا، وتقديرنا لذاتنا.

9. قلة الدعم:

إذا كنا محاطين بأشخاص ينتقدوننا بشكل مفرط، أو غير داعمين، فقد يكون من الصعب الشعور بالثقة في قدراتنا، ويمكن أن يساعد البحث عن علاقات وبيئات إيجابية في تعزيز احترامنا لذاتنا، وتوفير التشجيع الذي نحتاجه لتحقيق أهدافنا بثقة.

علامات عدم الثقة بالنفس:

هناك علامات عدة، تدل على أن الشخص يعاني عدم الثقة بالنفس، أبرزها:

1. الانطوائية:

إذا وجدت نفسك تبتعد عن المحيطين بك، وترفض الخروج للأحداث الاجتماعية، وتتجنب وضع خطط مع الأصدقاء والمقربين، فهذا دليل على عدم ثقتك بنفسك.

2. الاضطراب العاطفي:

أحياناً قد تعاني اضطرابات عاطفية، مثل القلق الاجتماعي، وهذا دليل على عدم الثقة بقدراتك الشخصية.

3. عدم قبول المجاملات:

عندما يمدحك شخص ما، قد لا تصدق ما يقوله، أو تشكره على استحياء؛ لعدم اقتناعك التام بما يقوله لك، وهذا دليل قوي وقاطع على عدم الثقة بنفسك.

4. القلق بشأن اعتقاد الآخرين:

عندما تكون واثقاً، فأنت لا تهتم بما يعتقده الآخرون عنك، لأنك تحب نفسك، لكن عندما تركز على ما يقوله الآخرون عنك، وتتجنب الأحكام السلبية من المحيطين بك، فأنت تعاني عدم الثقة بالنفس.

5. تهمل نفسك:

عادة، لا تأخذ الوقت الكافي للاعتناء بنفسك، وتتجنب الرعاية الذاتية، وما تقدمه لك، لأن لديك ثقة منخفضة بالنفس، لذا عليك محاولة السيطرة على هذا الإحساس، وتقديم الدعم والرعاية الذاتية لنفسك، حتى تجدها من الآخرين.

6. تجنب التحديات:

قد تعتقد أنك ستفشل في مساعيك تجاه أي هدف من أهداف حياتك، لذلك لا تُقْدِم على المحاولة من الأساس، وهذا دليل قوي على عدم الثقة بالنفس.

7. لا تثق بحكمك:

أنت تظلم نفسك كثيراً، عندما لا تكون لديك ثقة، لأنك تشك في قدرتك على اتخاذ قرارات سليمة.

التغلب على عدم الثقة بالنفس:

إذا كنت تفتقر إلى الثقة بالنفس، فلديك القدرة على تحسينها بالتأكيد، من خلال بعض الخطوات البسيطة، منها الآتي:

1. تدرب على النظافة الشخصية:

خذ وقتك كل صباح؛ لتعتني بنفسك بشكل صحيح، حيث إن الرعاية الذاتية، وارتداء ملابس نظيفة وأنيقة في بداية اليوم، يعززان ثقتك بنفسك أمام الآخرين، ويزيدان تفاعلك مع المحيطين بك.

2. غيّر أنماط تفكيرك:

من المهم التفكير بإيجابية، وعليك استبدال أفكارك السلبية بأخرى إيجابية، عن طريق تعلم أن تصبح مدركاً لحديثك مع نفسك، والأشياء التي تفعلها، وبدلاً من إخبار نفسك بأنه لا يمكنك فعل التحديات، اسمح لنفسك بالتطلع إلى التحدي.

3. حلل أفكارك:

حاول تجاوز صورتك الذاتية السلبية، واستبدلها بالثقة. عليك أن تدون أفكارك السلبية، وتحلل سبب امتلاكك لها، وفكر في الأشياء التي ترى أنها تقيدك، وما إذا كانت قيوداً حقيقية أم أنها مجرد أوهام تغزو عقلك.

4. كن مستعداً:

لن تكون قادراً على الثقة إذا كنت لا تعتقد أنك ستنجح. تغلب على هذا الخوف، من خلال إعداد نفسك دائماً قدر الإمكان لكل ما هو قادم في طريقك.

5. ابتسامة:

من المهم أن تبتسم إذا كنت تريد المزيد من الثقة، فسيجعلك الابتسام تشعر بتحسن على الفور، وسيساعدك على أن تكون أكثر لطفاً مع الآخرين، ويمكن أن تكون لهذا الإجراء الصغير سلسلة من ردود الفعل الكبيرة.

6. تقبل الفشل:

عندما تفتقر إلى الثقة، فإنك تنظر إلى الفشل على أنه شيء يجب عليك تجنبه، وهذا يعني أنك لا تجرب أي شيء ليس مضمونًا نجاحه بنسبة 100%.

الفشل جزء أساسي من النجاح، إذ يجب أن تفشل حتى تتعلم، وتكتشف طريقة أفضل، ثم تنجح في النهاية.