من حق العرب أن يتفاخروا بالعقول والأدمغة التي يمتلكونها، فبعد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي أصبح أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء، انطلق، أمس، من مركز كيندي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية، صاروخ "فالكون 9"، الذي يحمل على متنه أول رائدَيْ فضاء سعوديين، هما: علي القرني، وريانة برناوي، برفقة رائدة الفضاء السابقة في وكالة "ناسا"، بيغي ويتسن، ورائد الأعمال الأميركي جون شوفنر.
المهمة الفضائية الجديدة، التي تحمل على متنها فخراً عربياً علمياً جديداً، تعاونت في تنظيمها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وشركة "سبيس إكس"، وشركة "أكسيوم سبيس"، والهيئة السعودية للفضاء.

وتأتي رحلة رائدَي الفضاء السعوديين ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، الذي يهدف لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بقطاع الفضاء.
وكان القرني وبرناوي قد التقيا، قبل رحلتهما الفضائية، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مشيرين في تصريحات صحافية إلى الدعم غير المحدود من قيادة المملكة لمهتمهما.
وقالت ريانة إنها، وبرفقة علي، على أتم الجاهزية لوضع بصمة السعودية في مجال الفضاء، لافتة إلى ضرورة أن تكون المملكة على خارطة الدول التي تنافس وتستثمر في مجال الفضاء.
كما تحدثت عن مشاعرها خلال اللحظات الأولى، التي تلقت فيها خبر اختيارها لتكون أول رائدة فضاء سعودية وعربية تتوجه للفضاء، واصفة ذلك اليوم بأنه "استثنائي"، للفخر والاعتزاز في حياتها.

اقرأ أيضاً: من الفضاء.. سلطان النيادي يحاضر هواة علم الفلك
 

وشدد علي القرني على إنهاء كامل التدريبات على المهام التشغيلية، وكيفية التعايش داخل محطة الفضاء الدولية، لافتاً إلى التدريب على محاكاة الانطلاق والعودة والأبحاث التي سيقومان بها في الفضاء.
وكانت الهيئة السعودية للفضاء كشفت عن اكتمال استعدادات برناوي والقرني، ضمن طاقم المهمة العلمية قبل التوجه إلى الفضاء، وانطلق الرائدان إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، في رحلة علمية تمثل حدثاً تاريخياً للسعودية، وتدشن مرحلة جديدة للمملكة في مجال الفضاء.
وتأتي هذه الرحلة ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء، الذي تم إطلاقه في 22 سبتمبر 2022، وتتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، ستسهم في توفير إجابات من شأنها تمكين الإنسان من خلال التوسع في الأبحاث الصحية، إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية، يُنفَّذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة.

 


ووفقاً للخطة، ستكون المرحلة الأولى الالتحام بمحطة الفضاء الدولية خلال 16 ساعة بعد الإطلاق، وتختلف مدة الالتحام مع تغير يوم الإغلاق، وفي المرحلة الثانية ينفذ الطاقم في مركبة دراجون مناورة باستخدام أنظمة الدفع حتى يتم الاقتراب والالتحام بالمحطة.
وأوضحت هيئة الفضاء السعودية أن مدة مهمة رائدَي الفضاء السعوديين 12 يوماً، والمرحلة الأولى ستستغرق من 16 إلى 24 ساعة. وقالت الهيئة: إنه بعد المرحلة الأولى، سيتم استقبال رائدَي الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية.