جائزة الشيخ زايد للكتاب 2023.. الفائزون يسجلون شهاداتهم!

تشكل مدينة أبوظبي منصة عالمية للثقافة والفن، وهو ما نراه ونشهده على أرض الواقع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وما يرافق هذا وذاك من حضور وجوه ثقافية فاعلة، في جميع حقول الأدب.وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أقيم اليوم حفل توزيع الجو

تشكل مدينة أبوظبي منصة عالمية للثقافة والفن، وهو ما نراه ونشهده على أرض الواقع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وما يرافق هذا وذاك من حضور وجوه ثقافية فاعلة، في جميع حقول الأدب.
وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أقيم اليوم حفل توزيع الجوائز للفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السابعة عشرة؛ حيث تم تنظيم حفل التكريم السنوي للجائزة في معرض أبوظبي الدولي للمعارض (أدنيك)، على هامش فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، من قبل مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.

 

وتعد جائزة الشيخ زايد للكتاب واحدة من أرفع الجوائز الأدبية في الوطن العربي والعالم، كونها تحتفي بالكلمة والنخب من الأدباء والكتّاب والمفكرين والناشرين والمواهب الصاعدة، الذين أسهموا بمؤلفاتهم وترجماتهم في إثراء الحِراك الفكري والثقافي والأدبي والاجتماعي العربي والإنساني.

 

 

وقد كرمت جائزة الشيخ زايد للكتاب، هذا العام، الموسيقار المصري عمر خيرت، بمنحه جائزة شخصية العام الثقافية، لمسيرته الإبداعية التي امتدت لعقود، قدّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة، التي أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.
وقال خيرت، في لقاء خاص مع "زهرة الخليج": "الفوز بهذه الجائزة يشكل سعادة وشرفاً ومسؤولية كبيرة جداً لأي فنان، وعليه أن يأخذها بصدر رحب، كما تشكل فرصة له ليتقدم في الفن".
وأشاد خيرت بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفنون والثقافة، معتبراً أنها تشهد تقدماً كبيراً في الحراك الفني، وتحترم الفنون الرفيعة، وقال: "لطالما طالبنا، ونادينا، بأن يكون هناك مثل هذا الاهتمام بالفنون والثقافة في جميع الدول العربية".
وأكد خيرت أنه قدم جميع مقطوعاته ومؤلفاته الموسيقية بحب وشغف، معتبراً أن أعماله "البكر"، التي أحبها الجمهور هي الأقرب لقلبه. 

 

 

أما الكاتب الجزائري سعيد خطيبي، الذي فاز عن فرع "المؤلف الشاب" عن رواية "نهاية الصحراء"، فعبر عن فخره بالفوز بهذه الجائزة، التي تمتلك رصيداً عالمياً، فضلاً عن نزاهتها ومصداقيتها، وقال: "هذه الجائزة، التي تحمل اسم مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي كان استثناءً في عصره، تعتبر استمراراً للرسالة الحضارية التي جاء بها الشيخ زايد".
وأكد خطيبي أن جيل الشباب من الكتاب يحتاجون، اليوم، لمن يستمع إليهم، ومن يفتح باب الحضور والانتشار، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة بهذا المجال الذي تحكمه "الشللية"، فقال: "أنا متأكد أن هناك أعمالاً مهمة تصدر عن كتاب شباب في جميع الدول العربية".

 

 

كما عبرت الدكتورة التونسية جليلة الطريطر، التي فازت في فرع الفنون والدراسات النقدية، عن كتابها "مرائي النّساء: دراسات في كتابات الذّات النّسائيّة العربيّة"، عن سعادتها بالفوز بهذه الجائزة المعتبرة، التي تملك إشعاعاً عربياً وعالمياً، فقالت: "أنا محظوظة لأن مجهوداتي العلمية أصبحت واضحة ومتاحة لكل القراء في العالم"، شاكرة كل المسؤولين والمنظمين على هذه الجائزة.
وأضافت أن كتاب "مرائي النّساء: دراسات في كتابات الذّات النّسائيّة العربيّة"، فريد من نوعه؛ لأنه يؤرخ الذاكرة العربية النسائية، منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، وقالت: "هذه الذاكرة مهملة ومنسية، ولا تصور في كتب التأريخ للأدب على أنها ذاكرة فاعلة في الثقافة العربية، فهذا الكتاب يبين وجوه الحراك الثقافي والفكري، الذي أعدته الكاتبات العربيات، لاسيما في قضية تحرير المرأة العربية".

 

 

وفى فرع الآداب، فاز الشاعر العراقي على جعفر العلّاق، عن عمله: "إلى أين أيتها القصيدة؟.. سيرة ذاتية"، الصادر عن دار الآن ناشرون وموزعون، الأردن عام 2022. وقال: "الفوز بجائزة من أهم وأعرق الجوائز العربية مداعاة للفخر، وشاكر للجان التي فحصت كتابي، والهيئة العلمية ومجلس الأمناء، لتوصياتهم العميقة التي وصفت الكتاب، وأثنت عليه". وقال إن كتابه هو سيرة حياة، شهادة جمالية مكتوبة بعناية فائقة، وبلغة أدبية عالية، وهذه السيرة تتألف من خمسة فصول.

 

 

وعبر الكاتب الفرنسي ماتيو تيلييه عن فخره بحصوله على جائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتاب "ظهور منصب القاضي - القضاء لدى المسلمين واليهود والمسيحيين في القرون الأولى للإسلام"، معتبراً أنها تمثل قنطرة بين الشعوب، والثقافات.
وقال إن كتابه يتناول ظهور منصب القضاء في بداية القرون الإسلامية الأولى، خاصة العصر الأموي والعباسي، وكيف كانت المحاكم الشرعية وغير الإسلامية ترحب بالخصوم، وكيف كان الحكام يحكمون عليهم.

 

 

وفى فرع الترجمة، فاز التونسي شكري السعدي عن العمل المترجم "العبارة والمعنى.. دراسات في نظرية الأعمال اللغويّة" لجون سيرل، وقال إن الجائزة مرموقة، ومن أكثر الجوائز العربية شهرة، وهي مطمح لجميع الأدباء والعلماء والمبدعين، خاصة أن أثرها تجاوز مدى الوطن العربي إلى المستوى العالمي.
وأشار إلى أن كتاب "العبارة والمعنى.. دراسات في نظرية الأعمال اللغويّة" لجون سيرل، يهم المختصين باللغة، وجميع المختصين بالبلاغة والخطاب.