حصل باحثون إماراتيون على براءة اختراع عالمية، نتيجة ابتكارهم نظاماً رقمياً، يتفوق على أنظمة الرادار التقليدية.
ونال الدكتور لطفي الباشا، والدكتور حسن مير، من قسم الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة الكهربائية بالجامعة الأميركية في الشارقة، بمشاركة مجموعة من طلبة مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، بعد تقدمهما بابتكارهما المعني بتطوير أنظمة الرادار الرقمية، للاستعانة به، واستخدامه، رسمياً، عوضاً عن أنظمة الرادار التقليدية.
ويعمل الرادار ضمن مساحة صغيرة، ولديه سعة تغطية واسعة، وعلى نطاقات متنوعة، كما يمكن لنظام الرادار الرقمي المبتكر اكتشاف الأهداف الصغيرة، مثل الطائرات بدون طيار، حتى عند الطيران على ارتفاعات منخفضة، ومن مسافة بعيدة، وهو أمر لا تستطيع معظم أنظمة الرادار التقليدية القيام به، ويستخدم الرادار الجديد قنوات استقبال رقمية متعددة، ما يجعل نظامه حصيناً أمام أي محاولات خارجية للتشويش عليه، أو التأثير في قدراته، كما أن صغر حجم الجهاز يجعله قابلاً للنقل بسهولة، ويتطلب استخدام طاقة أقل من الرادارات التقليدية.

 

 

ويعمل مبتكرو الرادار الرقمي الجديد على تقليل حجمه ووزنه، وهو حالياً يأتي بحجم لوحة دوائر مطبوعة صغيرة، ويسهم الحصول على براءة اختراع في حماية الملكية الفكرية للجامعة الأميركية في الشارقة، والسماح للمخترعين بمواصلة تطوير الاختراع بطريقة قابلة للتطبيق تجارياً، كما تبحث الجامعة الأميركية في الشارقة حالياً بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام)، إمكانية ترخيصه، وبدء تصنيعه مع شركاء صناعيين، لزيادة مستوى الاستعداد التكنولوجي وتسويق التكنولوجيا.
وقال الدكتور الباشا إن براءة الاختراع تؤثر في المدى البعيد على نطاقها التقني والسوق التجاري، وستمنح فريق الابتكار ميزة تقنية قوية وحماية قانونية للملكية الفكرية، ما ينتج عنه تطورات متعددة في مجال الإلكترونيات والرادارات الحديثة.
وتتصدر دولة الإمارات، عربياً، في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022، حيث يعتبر الابتكار عنصراً من المحاور الوطنية لرؤية الإمارات 2021، التي تندرج تحت عنوان "متحدون في المعرفة"، حيث تنشد هذه الرؤية تحقيق اقتصاد معرفي ومتنوع ومرن، تقوده كفاءات إماراتية ماهرة، وتعززه أفضل الخبرات، بما يضمن الازدهار البعيد المدى لدولة الإمارات وشعبها.
وتشجع البيئة الحاضنة في دولة الإمارات المبتكرين على تطوير ابتكاراتهم، انسجاماً مع سياسات الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تهدف إلى تعزيز وسيلة مستدامة للاستثمار في الطاقات البشرية الإماراتية، وتحفيز النشاط الاقتصادي للدولة، بعيداً عن الاعتماد على النفط، فضلاً عن تعزيز القدرات التنافسية العالمية لدولة الإمارات، وتحويل مفهوم الابتكار إلى عمل وثقافة مؤسسية فعالة ودائمة في حكومة دولة الإمارات، التي أطلقت عام 2021، الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، بهدف النهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعزيز حجمه وإمكاناته، ليكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، وزيادة نسبة مساهمته لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2031.