بعد الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية، نتوجه راكضين نحو الحمام من أجل الاستحمام، والتخلص من حبات العرق المتراكمة، فليس هناك أجمل من هذا الشعور، كما أن الاستحمام ضروريٌّ جداً مهما كانت درجة تعرقكِ، لأن تخطيه بشكلٍ مستمر بعد ممارسة الرياضة تحديداً، قد يساعد في ظهور حبوب العرق، إضافةً إلى احتمال الإصابة بالفطريات من ارتداء حمالة صدر رياضية متعرقة لفترة طويلة.

لكن، كل هذه الفوائد الجمة للاستحمام بعد التمرين قد تنعكس على صحتكِ سلباً في حال ذهبتِ مباشرةً فور انتهائكِ من تدريباتك، إذ إنه يجب منح نفسكِ 20 دقيقة تقريباً بين الانتهاء من التمرين والاستحمام وفقاً للخبراء، وهناك سببٌ وجيه للانتظار قليلاً.

ربما ينتهي بكِ الأمر متعرقةً بعد الاستحمام:

يقول مدربو الصحة واللياقة البدنية إن الاستحمام مباشرةً بعد التمرين فكرة خاطئة، إذ إن عليكِ منح جسمكِ وقتًا للتكيف من التحول من ممارسة الرياضة إلى عدم ممارسة الرياضة، حيث إن عملية الأيض تستغرق وقتاً بعد التمرين حتى تعود إلى معدلها الطبيعي، وبالتالي لايزال جسمنا عرضة لارتفاع درجة الحرارة أثناء الاستحمام وبعده، وقد ينتهي الأمر بكِ متعرقةً حتى بعد انتهاء التمرين والاستحمام.

وفي بعض الأحيان قد يؤثر الاستحمام فوراً على فترة تعافي جسمكِ من التدريبات القاسية، التي قمتِ بها أثناء التمرين، لذا يوصي الخبراء بإعطاء نفسكِ فترةً من الراحة بعد التمرين قبل التوجه إلى الاستحمام، للحصول على الماء الذي يساعد في خفض درجة حرارة الجسم، ومعدل ضربات القلب بشكل تدريجي وطبيعي، وكذلك تقل احتمالية التعرق مرةً أخرى خلال يومك.

دعي جسمكِ يبرد بشكل طبيعي بعد التمرين:

من الواضح أن أخذ قسط من الراحة بين نهاية التمرين والاستحمام يعطيك فرصةً للاسترخاء والراحة، فكما أنه لا يجب البدء بممارسة الرياضة دون إحماء، يجب ألا تتوقفي عن ممارسة الرياضة دون تهدئة، إذ إنه وفي حال توقفتِ فوراً عن ممارسة الرياضة، خاصةً إذا كنتِ تمارسين الرياضة بجدّ، فإنكِ تخاطرين بالشعور بالدوار وحتى الإغماء، وهذا بالتأكيد ما لا تريدينه أثناء الاستحمام.

وعلاوةً على ذلك، إذا كنتِ تأخذين الوقت الكافي للتمدد بعد التمرين، عندما تكون عضلاتكِ لاتزال متهيئة، فإنكِ بذلك تساعدين على زيادة مرونة جسمك.

لذا من المهم عدم التفكير في تخطي تمدد التهدئة، وأن تتركي جسمكِ يبرد بشكلٍ طبيعي، بدلاً من أن تتسببي في صدمةٍ لنظامك من خلال الذهاب مباشرةً إلى الحمام، وأخذ دشٍّ بارد.

وهذا لا يعني أن الحمام البارد ليست له فوائده، حيث يمكن أن يغير حياتك حقاً، وذلك من خلال مساعدتكِ في بناء ثباتك العقلي، كما يمكن أن يساعد الماء البارد في الحفاظ على مستويات الكورتيزول أيضاً، لكن كل ما في الأمر أن عليكِ فقط تأجيله حتى تحصلي على استراحةٍ بعد التمرين.