أيام قليلة وتبدأ الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي، لطلاب المدارس والجامعات. وعادة يترافق موسم الامتحانات مع تحضيرات عائلية، تتطلب من الطلاب ضرورة الابتعاد عن المؤثرات الحياتية المتعلقة بكل ما يُلهي عن الانخراط بكثافة عن الدراسة، بغية الحصول على نتائج وعلامات كاملة.

ولا يتوانى الآباء في محاولة فصل أبنائهم عن كل ما يحيط بهم في العالم الخارجي من مغريات، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الكبير، الذي يُشعر البعض بأنهم باتوا متأخرين عن العالم، إذا ابتعدوا عن ممارسة عاداتهم اليومية المتعلقة بمتابعة المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، ما يجعلهم أقل تركيزاً، وأكثر تشتتاً.

وعادة يحاصر القلق الآباء والأبناء معاً بسبب طريقة التعامل مع هذه الامتحانات، في ظل رغبة الآباء بتركيز الأبناء على الامتحانات، والابتعاد عن الأمور الثانوية الأخرى، ورغبة الأبناء في ممارسة حياتهم الطبيعية حتى أثناء أيام الامتحانات، فتنتج حالة عالية من القلق والخوف لدى الطرفين.

لهذا السبب، ينصح الخبير التربوي، الدكتور محمد أبو عمارة، الآباء بتوفير الراحة النفسية لأبنائهم، وألا يدخلوهم في دوامة القلق والترقب، فيقول لـ"زهرة الخليج: إن "الراحة النفسية هي أهم معيار يجب القياس عليه وقت الامتحانات، أدرك من خبرتي مدى حرص الآباء على تقدم أبنائهم دراسياً وأكاديمياً، لكن الضوابط الصارمة التي يلجؤون إليها، عادة، تساهم في تسرب القلق والخوف إلى نفوس أبنائهم، ما يضر بوضعهم النفسي، ويساهم في تشتتهم أكثر".

ويطلب أبو عمارة من أولياء الأمور توفير بيئة داعمة تراعي نفسية الطلاب، من خلال إشعار الطالب بأن والديه بجانبه إذا احتاجهما، وعدم إغلاق جميع نوافذ الراحة والتسلية أمامهم طوال مدة الامتحانات، كون هذه الحالة تصيبهم بالتوتر.

ويبين أبو عمارة: "من أهم طرق الدعم النفسي للطلاب أثناء الامتحانات، تعزيز ثقة الطالب بنفسه، والعمل على تحفيز قدراته الخاصة للانطلاق بصورة أكبر نحو إنجاز المتطلبات الدراسية".

ويشير أبو عمارة إلى نقطة مهمة، هي أن بعض الطلاب يفقدون ثقتهم بأنفسهم، إذا وضعوا تحت الضغط، لذا من الواجب أن ينتبه الآباء إلى هذه النقطة، والعمل على تجاوزها، من خلال التواصل مع المعلمين، لإشعار الطلاب بأنهم أمام امتحان تقييمي أكاديمي، وليسوا في حرب.

ويؤكد أبو عمارة أن تنظيم الوقت، ونمط الحياة الصحي، أمران مهمان للغاية، في تخطي مرحلة الامتحانات المتوترة، ويقترح برنامجاً للتعامل مع أيام الامتحانات، قائلاً: "من المهم تنظيم الوقت من حيث مواعيد الصحو والنوم، وتقسيم اليوم إلى أوقات صغيرة، تبدأ من الاستيقاظ، وأداء الصلاة، وتناول الإفطار، ثم القيام بمراجعة خفيفة لأبرز النقاط التي درسها الطالب في اليوم السابق، قبل التوجه إلى الامتحان".

ويضيف: "لا بأس عند العودة من المدرسة، وبعد أداء الصلاة، وتناول وجبة الغداء، أن يخلد الطالب للنوم لمدة ساعة (قيلولة)، قبل أن يعود لدراسة منهج الامتحان القادم، حيث يمكن للطالب الحصول على استراحة لمدة ربع ساعة كل ساعة ونصف، قبل الخلود للنوم في وقت مناسب، بهدف الحصول على الراحة الجسدية".